الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - الحداثة عنوان أم ممارسة؟

      د. علي حرب، يتحدث عن أوهام الحداثة، ويطالب بأن ينقد كل أدوات المفهومية، التي توظف في بناء مشاريعنا (التحديثية)، بما في ذلك مفهوم (الحداثة) ذاته، وهو يرى أن الحداثة صارت (ملهاة) تستعمل بطريقة (سحرية)، لذا لا يكفي الانتساب إليها، كي يكتسب الخطاب مشروعية، والمتحدث بها حداثته.. علينا أن نصنع (حداثتنا) ونفرض وجـودنا، فاليابان - مثـلا - قدمت مثالا (نموذجا) يمـكن قراءته، فلم تصنـع (حداثة فكرية) أو فلسفية، انطلاقا من (حداثة الغرب) وطروحاته الفلسفية، بل صنعت (حداثتها) كمجتمع منتج فاعل خلاق [1] .

      يشير د. حرب إلى ابتعاد اليابان عن الدراسات النظرية الفلسفية، والتوجه صوب الإنتاج، وهو يلتقي مع ما طرحه (ميشيل فوكو)، فليس المطلوب (الثرثرة) حول الحداثة، بل إنتاجها، وهذا يذكر بالحمار (بوردان)، الذي تعلم الفلسفة وعشقها، وذات يوم جاع وعطش، واشتد عليه ذلك، وقدم له الطعام والماء، فطرح على نفسه تساؤلا: يبدأ بالطعـام أم بشرب الماء أولا، واستغرق ولم يصل إلى نتيجة حتى (هلك) جائعا عطشا.

      فهل المطلوب أن نحتذي - بطيب الذكر بوردان - أم نترك الثرثرة وننتج حداثة تناسبنا - كما تفعل اليابان - دون اشتغال بالدوران حول القيل والقال؟ [ ص: 117 ]

      ولنذكر قول المصطفى عليه السلام: "إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال" [2] .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية