الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - عندما تغيب المرجعية:

      لن تعيش أمة عيشة كريمة بدون قيادة أو بدون مرجعية، وأشنع من ذلك أن تكون لها قيادة، لا تحسن التفرقة بين العدو من الصديق، فقد تصادق عدوها، وتعادي صديقها، لكن الأقبح من هذا وذاك أن تتخذ أمة ممن استعبدها وحاربها وناصر وما يزال عدوها عليها، تتخذ منه مرجعية، ويكون لها بين أبنائها (وكلاء) يسبحون بحمد (السيد) ليل نهار، ويدعون الأمة سرا وعلانية (لموالاة) هذا (السيد)!

      د. برهـان غليون يتحدث عن (المرجعية) فيقول [1] : "لا تستطيع أمة أن تتمتـع (بإرادة ذاتية) وقـوة معنـوية، ورؤية نظرية، وقاعدة معيارية فعالة، إلا بقدر ما تنجح في تأسيس (مرجعية ثابتة) عميقة الجذور مرتبطة بتـاريخها، أو بتجربتها التاريخية، كذلك لا تستـطيـع جماعة أن تبني نشاطها أو تؤسس وجودها على مرجعية (خارجية) مستمدة من خارج تاريخها، ومستقاة من ثقافة أخرى... تجعل من (رمز استعبادها وتهميشها) مرجعا لنهضتها الجديدة".

      وأسأل: هل توجد (شواهد) تنقض (نظرية غليون) قديمة أو جديدة، وما هي، وفي أي شعب أو أمة؟ [ ص: 135 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية