الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      - الأولويات: الأمس واليوم:

      الطالب العربي، وربما الشرقي عموما، حيث يبتعث للغرب يعتقد أنه حاز الجنة والسعادة الكاملة.

      هاشم صالح يسجل أحلامه ويقول: كنت أعتقد أن (الحل) يكمن في العلم، وكل باحث عربي غادر بلاده وتوجه للغرب وجامعاته يكون مسحورا بتلك الفكرة، حيث أتاحت نشأة العلوم في الغرب، التفوق على كافة الأمم، ابتداء منذ القرن (16) للميلاد وحتى اليوم، ففلسفة المعرفة هي التي تدرس شروط إمكانية وجود المعرفة الصحيحة، وتمييزها عن المعرفة الخاطئة، وهي التي تبلور معايير التقدم وطرائق الاكتشاف والبحث العلمي، ولكن بعد فترة طويلة [ ص: 110 ] من (التخبط والتيه) رحـت اكتـشف أن (الحل) يكمن أولا في العقيدة وليس في العلم والمعرفـة، وتحـديدا يكمن في (علم الكلام) في (معرفة الله)، في علـم اللاهـوت، قـبـل أن يكمن في عـلم الطبيـعة أو الفيـزياء أو الرياضيات، وعندئذ فهمت أن (تحرير السماء) يسبق حتما (تحرير الأرض)، بل لا جدوى من تحرير الأرض، قبل تحرير السماء، هذه السماء الضاغطة كالسقف فوق رؤوسنا [1] .

      اختلاف واضح لأولويات الأمس عن أولويات اليوم، والحب من بعيد غير الحب من قريب، وذهاب السكرة ومجيء الفكرة. [ ص: 111 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية