الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (33) قوله تعالى : ويأبى الله إلا أن يتم : ( إلا أن يتم ) مفعول به ، وإنما دخل الاستثناء المفرغ في الموجب لأنه في معنى النفي ، فقال الأخفش الصغير : " معنى يأبى يمنع " . وقال الفراء : " دخلت " إلا " لأن في الكلام طرفا من الجحد " . وقال الزمخشري : " أجرى " أبى " مجرى " لم يرد " ، [ ص: 41 ] ألا ترى كيف قوبل يريدون أن يطفئوا بقوله : " ويأبى الله " ، و [كيف] أوقع موقع : ولا يريد الله إلا أن يتم نوره " . وقال الزجاج : " إن المستثنى منه محذوف تقديره : ويأبى أي ويكره كل شيء إلا أن يتم نوره " . وقد جمع أبو البقاء بين مذهب الزجاج ومذهب غيره ، فجعلهما مذهبا واحدا فقال : " يأبى بمعنى يكره ، ويكره بمعنى يمنع ، فلذلك استثنى ، لما فيه من معنى النفي ، والتقدير : يأبى كل شيء إلا إتمام نوره " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية