الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (49) قوله تعالى : من يقول ائذن : كقوله يا صالح ائتنا من أنه يجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا لضمة ما قبلها ، وإن كانت منفصلة من كلمة أخرى . وهذه الهمزة هي فاء الكلمة ، وقد كان قبلها همزة وصل سقطت درجا . قال أبو جعفر . " إذا دخلت الواو والفاء على " ائذن " فهجاؤها ألف وذال ونون بغير ياء ، أو " ثم " فالهجاء ألف وياء وذال ونون . والفرق أن " ثم " يوقف عليها وينفصل بخلافهما " . قلت : يعني أنه إذا دخلت واو العطف أو فاؤه على هذه اللفظة اشتد اتصالهما بها فلم يعتد بهمزة الوصل المحذوفة درجا ، فلم يرسم لها صورة فتكتب " فأذن ، وأذن " ، فهذه الألف من صورة الهمزة التي هي فاء الكلمة . وإذا دخلت عليها " ثم " كتبت كذا : ثم ائتوا ، فاعتدوا بهمزة الوصل فرسموا لها صورة . قلت : وكأن هذا الحكم الذي ذكره مع " ثم " يختص بهذه اللفظة ، وإلا فغيرها مما فاؤه همزة تسقط صورة همزة وصله خطا فيكتب الأمر من الإتيان مع " ثم " هكذا : " ثم أتوا " وكان القياس على " ثم ائذن " : " ثم ائتوا " وفيه نظر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عيسى بن عمر وابن السميفع وإسماعيل المكي فيما روى عنه [ ص: 63 ] ابن مجاهد : " ولا تفتني " بضم حرف المضارعة من أفتنه رباعيا . قال أبو حاتم : " هي لغة تميم " . وقيل : أفتنه : أدخله فيها . وقد جمع الشاعر بين اللغتين فقال :


                                                                                                                                                                                                                                      2494 - لئن فتنتني فهي بالأمس أفتنت سعيدا فأمسى قد قلا كل مسلم



                                                                                                                                                                                                                                      ومتعلق الإذن القعود ، أي : ائذن لي في القعود والخلف عن العدو ولا تفتني بخروجي معك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية