الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (93) قوله تعالى : رضوا : فيه وجهان ، أحدهما : أنه مستأنف كأنه قال قائل : ما بالهم استأذنوا في القعود وهم قادرون على الجهاد ؟ فأجيب بقوله " رضوا بأن يكونوا مع الخوالف " . وإليه مال الزمخشري . والثاني : أنه في محل نصب على الحال و " قد " مقدرة في قوله [ " رضوا " ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وطبع نسق على " رضوا " تنبيها على أن السبب في تخلفهم رضاهم بقعودهم وطبع الله على قلوبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله إنما السبيل على فأتى بـ " على " وإن كان قد يصل بـ " إلى " لفرق ذكروه : وهو أن " على " تدل على الاستعلاء وقلة منعة من تدخل عليه نحو : لي سبيل عليك ، ولا سبيل لي عليك ، بخلاف " إلى " . فإذا قلت : " [ ص: 103 ] لا سبيل عليك " فهو مغاير لقولك : لا سبيل إليك . ومن مجيء " إلى " معه ، قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2533 - ألا ليت شعري هل إلى أم سالم سبيل فأما الصبر عنها فلا صبرا

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2534 - هل من سبيل إلى خمر فأشربها     أم من سبيل إلى نصر بن حجاج

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية