الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (70) قوله تعالى : نكرهم : أي : أنكرهم ، فهما بمعنى وأنشدوا :


                                                                                                                                                                                                                                      2678 - وأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا

                                                                                                                                                                                                                                      وفرق بعضهم بينهما فقال : الثلاثي فيما يرى بالبصر ، والرباعي فيما لا يرى من المعاني ، وجعل البيت من ذلك ، فإنها أنكرت مودته وهي من المعاني التي لا ترى ، ونكرت شيبته وصلعه ، وهما يبصران ، ومنه قول أبي ذؤيب :


                                                                                                                                                                                                                                      2679 - فنكرنه فنفرن وامترست به     هوجاء هادية وهاد جرشع

                                                                                                                                                                                                                                      والإيجاس : حديث النفس ، وأصله من الدخول كأن الخوف داخله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 354 ] وقال الأخفش : " خامر قلبه " . وقال الفراء : " استشعر وأحس " . والوجيس : ما يعتري النفس أوائل الفزع ، ووجس في نفسه كذا أي : خطر بها ، يجس وجسا ووجوسا ووجيسا ، ويوجس ويجس بمعنى يسمع ، وأنشدوا :


                                                                                                                                                                                                                                      2680 - وصادقتا سمع التوجس للسرى     للمح خفي أو لصوت مندد

                                                                                                                                                                                                                                      فخيفة مفعول به أي : أحس خيفة أو أضمر خيفة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية