الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (90) قوله تعالى : المعذرون : قرئ بوجوه كثيرة ، فمنها قراءة الجمهور : فتح العين وتشديد الذال . وهذه القراءة تحتمل وجهين : أن يكون وزنه فعل مضعفا ، ومعنى التضعيف فيه التكلف ، والمعنى : أنه توهم أن له عذرا ، ولا عذر له . والثاني : أن يكون وزنه افتعل والأصل : اعتذر فأدغمت التاء في الذال بأن قلبت تاء الافتعال ذالا ، ونقلت حركتها إلى الساكن قبلها وهو العين ، ويدل على هذا قراءة سعيد بن جبير " المعتذرون " على الأصل . وإليه ذهب الأخفش والفراء وأبو عبيدة وأبو حاتم والزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 97 ] وقرأ زيد بن علي والضحاك والأعرج وأبو صالح وعيسى بن هلال وهي قراءة ابن عباس أيضا ويعقوب والكسائي " المعذرون " بسكون العين وكسر الذال مخففة من أعذر يعذر كأكرم يكرم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ مسلمة " المعذرون " بتشديد العين والذال من تعذر بمعنى اعتذر . قال أبو حاتم : " أراد المتعذرون ، والتاء لا تدغم في العين لبعد المخارج ، وهي غلط منه أو عليه " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : ليؤذن لهم متعلق بـ " جاء " وحذف الفاعل وأقيم الجار مقامه للعلم به ، أي : ليأذن لهم الرسول . وقرأ الجمهور " كذبوا " بالتخفيف ، أي : كذبوا في إيمانهم . وقرأ الحسن في المشهور عنه وأبي وإسماعيل " كذبوا " بالتشديد ، أي : لم يصدقوا ما جاء به الرسول عن ربه ولا امتثلوا أمره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية