الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 318 ] آ . (31) و " تزدري " تفتعل من زرى يزري ، أي : حقر ، فأبدلت تاء الافتعال دالا بعد الزاي وهو مطرد ، ويقال : " زريت عليه " إذا عبته ، و " أزريت به " ، أي : قصرت به . وعائد الموصول محذوف ، أي : تزدريهم أعينكم ، أي : تحتقرهم وتقصر بهم ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2656 - ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد هصور

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أيضا :


                                                                                                                                                                                                                                      2657 - يباعده الصديق وتزدريه     حليلته وينهره الصغير

                                                                                                                                                                                                                                      واللام في " للذين " للتعليل ، أي : لأجل الذين ، ولا يجوز أن تكون التي للتبليغ إذ لو كانت لكان القياس " لن يؤتيكم " بالخطاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ولا أعلم الغيب الظاهر أن هذه الجملة لا محل لها عطفا على قوله ولا أقول لكم كأنه أخبر عن نفسه بهذه [الجمل الثلاث] . وقد تقدم في الأنعام [أن هذا هو المختار] وأن الزمخشري قال : " إن قوله تعالى : ولا أعلم الغيب معطوف على " عندي خزائن " ، أي : لا أقول : عندي خزائن الله ، ولا أقول : أنا أعلم الغيب " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية