الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 384 ] آ . (100) قوله تعالى : ذلك من أنباء القرى نقصه : يجوز أن يكون " نقصه " خبرا ، و " من أبناء " حال ، ويجوز العكس ، قيل : وثم مضاف محذوف ، أي : من أنباء أهل القرى ولذلك أعاد الضمير عليها في قوله " وما ظلمناهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : منها قائم وحصيد : " حصيد " مبتدأ محذوف الخبر ، لدلالة خبر الأول عليه ، أي : ومنها حصيد وهذا لضرورة المعنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وهل لهذه الجملة محل من الإعراب ؟ فقال الزمخشري : " لا محل لها لأنها مستأنفة " . وقال أبو البقاء : " إنها في محل نصب على الحال من مفعول " نقصه " .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز في " ذلك " أوجه ، أحدها : أنه مبتدأ وقد تقدم . والثاني : أنه منصوب بفعل مقدر يفسره " نقصه " فهو من باب الاشتغال ، أي : نقص ذلك في حال كونه من أنباء القرى ، وقد تقدم في قوله : ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك أوجه ، وهي عائدة هنا .

                                                                                                                                                                                                                                      و " الحصيد " بمعنى محصود ، وجمعه : حصدى وحصاد مثل مريض ومرضى ومراض ، وهذا قول الأخفش ، ولكن باب فعيل وفعلى أن يكون في العقلاء نحو : قتيل وقتلى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية