الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 462 ] آ . (22) قوله تعالى : أشده : فيه ثلاثة أقوال ، أحدها : وهو قول سيبويه أنه جمع مفرده " شدة " نحو : نعمة وأنعم . الثاني : قول الكسائي : أن مفرده " شد " بزنة فعل نحو صك وأصك ، ويؤيده قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      2762 - عهدي به شد النهار كأنما خضب البنان ورأسه بالعظلم

                                                                                                                                                                                                                                      الثالث : أنه جمع لا واحد له من لفظه قاله أبو عبيدة ، وخالفه الناس في ذلك ، إذ قد سمع " شدة " و " شد " وهما صالحان له وهو من الشد وهو الربط على الشيء والعقد عليه . قال الراغب : " وقوله تعالى حتى إذا بلغ أشده فيه تنبيه أن الإنسان إذا بلغ هذا القدر يتقوى خلقه الذي هو عليه فلا يكاد يزايله ، وما أحسن ما تنبه له الشاعر حيث يقول :


                                                                                                                                                                                                                                      2763 - إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن     له دون ما يهوى حياء ولا ستر
                                                                                                                                                                                                                                      فدعه ولا تنفس عليه الذي مضى     وإن جر أسباب الحياة له العمر

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وكذلك إما نعت لمصدر محذوف أو حال من ضمير المصدر وتقدم نظائره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية