الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (6) قوله تعالى : وإن أحد : كقوله : ( إن امرؤ هلك ) في كونه من باب الاشتغال عند الجمهور .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : حتى يسمع " حتى " يجوز أن تكون هنا للغاية ، وأن تكون للتعليل ، وعلى كلا التقديرين يتعلق بقوله : " فأجره " ، وهل يجوز أن تكون هذه المسألة من باب التنازع أم لا ؟ وفيه غموض ، وذلك أنه يجوز من حيث المعنى أن تعلق " حتى " بقوله: " استجارك " أو بقوله : " فأجره " إذ يجوز تقديره : وإن استجارك أحد حتى يسمع كلام الله فأجره حتى يسمع كلام الله . والجواب أنه لا يجوز عند الجمهور لأمر لفظي- من جهة الصناعة - لا معنوي ، فإنا لو جعلناه من التنازع ، وأعملنا الأول مثلا لاحتاج الثاني إليه مضمرا على ما تقرر ، وحينئذ يلزم أن " حتى " تجر المضمر ، و " حتى " لا تجره إلا في ضرورة شعر كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2453 - فلا والله لا يلقى أناس فتى حتاك يا ابن أبي يزيد



                                                                                                                                                                                                                                      وأما عند من يجيز أن تجر المضمر فلا يمتنع ذلك عنده ، ويكون من [ ص: 14 ] إعمال الثاني لحذفه ، ويكون كقولك : " فرحت ومررت بزيد " أي : فرحت به ، ولو كان من إعمال الأول لم تحذفه من الثاني .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : كلام الله من باب إضافة الصفة لموصوفها لا من باب إضافة المخلوق للخالق . و " مأمنه " يجوز أن يكون مكانا أي مكان أمنه ، وأن يكون مصدرا أي : ثم أبلغه أمنه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية