الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (20) قوله تعالى : ما كانوا يستطيعون : يجوز في " ما " هذه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون نافية ، نفى عنهم ذلك لما لم ينتفعوا به ، وإن كانوا ذوي أسماع وأبصار ، أو يكون متعلق السمع والبصر شيئا خاصا . والثاني : أن تكون مصدرية ، وفيها حينئذ تأويلان ، أحدهما : أنها قائمة مقام الظرف ، أي : مدة استطاعتهم ، وتكون " ما " منصوبة بـ " يضاعف " ، أي : يضاعف لهم العذاب مدة استطاعتهم السمع والأبصار . والتأويل الثاني : أنها منصوبة المحل على إسقاط حرف الجر ، كما يحذف من أن وأن أختيها ، وإليه ذهب الفراء ، وذلك الجار متعلق أيضا بـ " يضاعف " ، أي : يضاعف لهم بكونهم كانوا يسمعون ويبصرون ولا ينتفعون . الثالث : أن تكون " ما " بمعنى الذي ، وتكون على حذف حرف الجر أيضا ، أي : بالذي كانوا ، وفيه بعد لأن حذف الحرف لا يطرد .

                                                                                                                                                                                                                                      والجملة من قوله " يضاعف " مستأنفة . وقيل : إن الضمير في قوله : " [ ص: 303 ] ما كانوا " يعود على " أولياء " وهم آلهتهم ، أي : فما كان لهم في الحقيقة من أولياء " ، وإن كانوا يعتقدون أنهم أولياء ، فعلى هذا يكون يضاعف لهم العذاب معترضا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية