الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (83) قوله تعالى : فإن رجعك : " رجع " يتعدى ، كهذه الآية الكريمة ، ومصدره الرجع ، كقوله : والسماء ذات الرجع ، ولا يتعدى نحو : وإلينا ترجعون ، في قراءة من بناه للفاعل ، والمصدر الرجوع كالدخول .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 93 ] قوله : أول مرة ، قد تقدم ذلك . وقال أبو البقاء : " هي ظرف " ، قال الشيخ : " ويعني ظرف زمان وهو بعيد " . لأن الظاهر أنها منصوبة على المصدر ، وفي التفسير : أول خرجة خرجها رسول الله ، فالمعنى : أول مرة من الخروج . قال الزمخشري : " فإن قلت " مرة " نكرة وضعت موضع المرات من التفضيل ، فلم ذكر اسم التفضيل المضاف إليها وهو دال على واحدة من المرات ؟ قلت : أكثر اللغتين : " هند أكبر النساء وهي أكبرهن " ، ثم إن قولك : " هي كبرى امرأة " ، لا تكاد تعثر عليه ، ولكن " هي أكبر امرأة وأول مرة وآخر مرة "

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : مع الخالفين هذا الظرف يجوز أن يكون متعلقا بـ " اقعدوا " ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف لأنه حال من فاعل " اقعدوا " . والخالف : المتخلف بعد القوم . وقيل : الخالف : الفاسد . " من خلف " ، أي : فسد ، ومنه " خلوف فم الصائم " ، والمراد بهم النساء والصبيان والرجال العاجزون ، فلذلك جاز جمعه للتغليب . وقال قتادة : " الخالفون : النساء " ، وهو مردود لأجل الجمع . وقرأ عكرمة ومالك بن دينار " مع الخلفين " مقصورا من الخالفين كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2523 - مثل النقا لبده برد الظلل



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2524 - ... ... ... ...

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 94 ]     عردا ... ... ... ... بردا



                                                                                                                                                                                                                                      يريد : الظلال وعاردا باردا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية