الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (87) وتقدم الخلاف في قوله " أصلاتك " بالنسبة إلى الإفراد والجمع في سورة براءة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله أو أن نفعل العامة على نون الجماعة أو التعظيم في " نفعل " و " نشاء " . وقرأ زيد بن علي وابن أبي عبلة والضحاك بن قيس بتاء الخطاب فيهما . وقرأ أبو عبد الرحمن وطلحة الأول بالنون والثاني بالتاء ، فمن قرأ بالنون [ ص: 373 ] فيهما عطفه على مفعول " نترك " وهو " ما " الموصولة ، والتقدير : أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ، أو أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء ، وهو بخس الكيل والوزن المقدم ذكرهما . و " أو " للتنويع أو بمعنى الواو ، قولان ، ولا يجوز عطفه على مفعول " تأمرك " ؛ لأن المعنى يتغير ، إذ يصير التقدير : أصلواتك تأمرك أن نفعل في أموالنا .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ بالتاء فيهما جاز أن يكون معطوفا على مفعول " تأمرك " ، وأن يكون معطوفا على مفعول " نترك " ، والتقدير : أصلواتك تأمرك أن تفعل أنت في أموالنا ما تشاء أنت ، أو أن نترك ما يعبد آباؤنا ، أو أن نترك أن تفعل أنت في أموالنا ما تشاء أنت .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ بالنون في الأول وبالتاء في الثاني كان " أن نفعل " معطوفا على مفعول " تأمرك " ، فقد صار ذلك ثلاثة أقسام ، قسم يتعين فيه العطف على مفعول " نترك " وهي قراءة النون فيهما ، وقسم يتعين فيه العطف على مفعول " تأمرك " ، وهي قراءة النون في " نفعل " والتاء في " تشاء " ، وقسم يجوز فيه الأمران وهي قراءة التاء فيهما . والظاهر من حيث المعنى في قراءة التاء فيهما أو في " تشاء " أن المراد بقولهم ذلك هو إيفاء المكيال والميزان ؛ لأنه كان يأمرهم بهما . وقال الزمخشري : " المعنى : تأمرك بتكليف أن نترك ، فحذف المضاف لأن الإنسان لا يؤمر بفعل غيره " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية