الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (16) قوله تعالى : ولم يتخذوا : يجوز في هذه الجملة وجهان ، أحدهما : أنها داخلة في حيز الصلة لعطفها عليها أي : الذين عاهدوا ولم يتخذوا . الثاني : أنها في محل نصب على الحال من فاعل " جاهدوا " أي : جاهدوا حال كونهم غير متخذين وليجة .

                                                                                                                                                                                                                                      و " وليجة " مفعول . و من دون الله : إما مفعول ثان ، إن كان الاتخاذ بمعنى التصيير ، وإما متعلق بالاتخاذ إن كان على بابه . والوليجة : فعيلة من [ ص: 29 ] الولوج وهو الدخول . والوليجة : من يداخلك في باطن أمورك . وقال أبو عبيدة : " كل شيء أدخلته في شيء وليس منه فهو وليجة ، والرجل في القوم وليس منهم ، يقال له وليجة " ، ويستعمل بلفظ واحد للمفرد والمثنى والمجموع . وقد يجمع على ولائج وولج كصحيفة وصحائف وصحف . وأنشدوا لعبادة بن صفوان الغنوي :


                                                                                                                                                                                                                                      2474 - ولائجهم في كل مبدى ومحضر إلى كل من يرجى ومن يتخوف



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن " بما يعملون " بالغيبة على الالتفات ، وبها قرأ يعقوب في رواية سلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية