الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (51) قوله تعالى : لن يصيبنا : قال عمرو بن شقيق : " سمعت أعين قاضي الري يقرأ " لن يصيبنا " بتشديد النون " ، قال أبو حاتم : ولا يجوز ذلك ؛ لأن النون لا تدخل مع " لن " ، ولو كانت لطلحة بن مصرف لجاز ، لأنها مع " هل " قال الله تعالى : هل يذهبن كيده ما يغيظ ، قلت : يعني أبو حاتم أن المضارع يجوز توكيده بعد أداة الاستفهام ، وابن مصرف يقرأ " هل " بدل " لن " ، وهي قراءة ابن مسعود .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد اعتذر عن هذه القراءة : فإنها حملت " لن " على " لم " و " لا " النافيتين ، و " لم " و " لا " يجوز توكيد الفعل المنفي بعدهما . أما " لا " فقد تقدم تحقيق الكلام عليها في الأنفال ، وأما " لم " فقد سمع ذلك وأنشدوا :


                                                                                                                                                                                                                                      2495 - يحسبه الجاهل ما لم يعلما شيخا على كرسيه معمما



                                                                                                                                                                                                                                      أراد " يعلمن " فأبدل الخفيفة ألفا بعد فتحة كالتنوين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 64 ] وقرأ القاضي أيضا وطلحة : " هل يصيبنا " بتشديد الياء . قال الزمخشري : " ووجهه أن يكون يفيعل لا يفعل لأنه من بنات الواو لقولهم : الصواب ، وصاب يصوب ، ومصاوب في جمع مصيبة ، فحق يفعل منه يصوب . ألا ترى إلى قولهم : صوب رأيه ، إلا أن يكون من لغة من يقول : صاب السهم يصيب كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      2496 - أسهمي الصائبات والصيب



                                                                                                                                                                                                                                      يعني أنه أصله صويب فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحدهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغم فيها ، وهذا كما تقدم لك في تحيز أن أصله تحيوز . وأما إذا أخذناه من لغة من يقول : صاب السهم يصيب فهو من ذوات الياء فوزنه على هذه اللغة فعل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية