الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وخفية : نحو : اخرجي ، واذهبي ، وذوقي ، وتجرعي ، وخليتك ، وأنت مخلاة ، وأنت واحدة ، ولست لي بامرأة ، واعتدي واستبرئي ، واعتزلي . وما أشبهه ) . ك " لا حاجة لي فيك " و " ما بقي شيء " و " أغناك الله " و " الله قد أراحك مني " و " جرى القلم " ونحوه . وهذا المذهب . وعليه جماهير الأصحاب . وتقدم اختيار أبي جعفر : في " أنت مخلاة " . وعنه : أن " اعتدي " و " استبرئي " ليستا من الكنايات الخفية . وقال ابن عقيل : إذا قالت له " طلقني " فقال " إن الله قد طلقك " هذا كناية خفية ، أسندت إلى دلالتي الحال ، وهي ذكر الطلاق ، وسؤالها إياه . وقال ابن القيم : الصواب أنه إن نوى : وقع الطلاق ، وإلا لم يقع . لأن قوله " الله قد طلقك " إن أراد به شرع طلاقك ، وأباحه : لم يقع . وإن أراد أن الله أوقع عليك الطلاق ، وأراده وشاءه : فهذا يكون طلاقا . فإذا احتمل الأمرين لم يقع إلا بالنية . انتهى .

ونقل أبو داود : إذا قال " فرق الله بيني وبينك في الدنيا والآخرة " قال : إن كان يريد أنه دعاء يدعو به . فأرجو أنه ليس بشيء . فلم يجعله شيئا مع نية الدعاء . [ ص: 479 ] قال في الفروع : فظاهره : أنه شيء مع نية الطلاق ، أو الإطلاق ، بناء على أن الفراق صريح ، أو للقرينة . قال : ويوافق هذا ما قاله شيخنا يعني به الشيخ تقي الدين في " إن أبرأتيني فأنت طالق " فقالت " أبرأك الله مما تدعي النساء على الرجال " فظن أنه يبرأ ، فطلق . فقال : يبرأ . فهذه المسائل الثلاث : الحكم فيها سواء . وظهر أن في كل مسألة قولين . هل يعمل بالإطلاق للقرينة ، وهي تدل على النية . أم تعتبر النية ؟ ونظير ذلك : " إن الله قد باعك " أو " قد أقالك " ونحو ذلك . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية