الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وللعبد النظر إليهما من مولاته ) يعني : إلى الوجه والكفين . وهذا أحد القولين . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والوجيز ، وتجريد العناية ، وغيرهم . وصححه في النظم . واختاره ابن عبدوس في تذكرته . وقدمه في المحرر ، والشرح ، والفائق ، والرعايتين ، والحاوي الصغير . والصحيح من المذهب : أن للعبد النظر من مولاته إلى ما ينظر إليه الرجل من ذوات محارمه ، على ما تقدم خلافا ومذهبا . قدمه في الفروع . وجزم به في الكافي وعنه : المنع من النظر للعبد مطلقا . نقله ابن هانئ . وهو قول في الرعاية الكبرى . [ ص: 21 ] قال الشارح : وهو قول بعض أصحابنا . وما هو ببعيد .

فائدة : قال في الفروع : وظاهر كلامهم لا ينظر عبد مشترك ، ولا ينظر الرجل أمة مشتركة . لعموم منع النظر ، إلا من عبدها وأمته . انتهى .

وقال بعض الأصحاب : للعبد المشترك بين النساء النظر إلى جميعهن ; لوجود الحاجة بالنسبة إلى الجميع . وجزم به في تجريد العناية ، فقال : ولعبد ولو مبعضا نظر وجه سيدته وكفيها . وذكر المصنف في فتاويه : أنه يجوز لهن جميعهن النظر إليه ; لحاجتهن إلى ذلك . بخلاف الأمة المشتركة بين رجال ليس لأحد منهم النظر إلى عورتها

التالي السابق


الخدمات العلمية