الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( والكنايات نوعان : ظاهرة ، وهي سبعة : أنت خلية ، وبرية ، وبائن ، وبتة ، وبتلة . وأنت حرة ، وأنت الحرج ) . هذا المذهب ، أعني أنها السبعة . وكذا " أعتقتك " وعليه أكثر الأصحاب . وجزم به في الوجيز ، وغيره . وقدمه في الفروع ، وغيره . وقيل " أبنتك " ك " أنت بائن " وهو ظاهر كلامه في المستوعب . فإنه قال : فإن قيل " أبنتك " مثل " بائن " ويحتمل " أظهرتك " كما يحتمل " خلية " من حيزه . [ ص: 477 ] قلنا : قد وجد في بعض الألفاظ " أبنتك " ولأنه أظهر في الإبانة من " خلية " فاستوى تصريفه ; ولأننا قد بينا أن في " أطلقتك " وجهين ، للمعنيين المختلفين . فإن وجد مثله : جوزناه . انتهى .

وجعل أبو بكر " لا حاجة لي فيك " و " باب الدار لك مفتوح " ك " أنت بائن " . وجعل الشريف أبو جعفر " أنت مخلاة " ك " أنت خلية " . وفرق بينهما ابن عقيل ، فقال : لأن الرجعية يقع عليها اسم " مخلاة " بطلقة . ويحسن أن يقال للزوج " خلها بطلقة " . وأيضا : فإن " الخلية " هي الخالية من زوج . و " الرجعية " ليست خالية . انتهى .

وقال في المستوعب ، فإن قيل " مخلاة " و " خليتك " و " خلية " بمعنى واحد ، فلم ألحقتموها بالخفية ؟ قلنا : قد كان القياس يقتضي ذلك ، مثل " مطلقة " و " طلقتك " و " طالق " ولكن تركناه للتوقيف الذي تقدم ذكره . ولم نجدهم ذكروا إلا " خلية " انتهى .

وقال ابن عقيل في الكنايات الظاهرة " أنت طالق لا رجعة لي عليك " . وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، وقدمه في الرعايتين . وقيل : هي صريحة في طلقة ، كناية ظاهرة فيما زاد . واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، والشيخ تقي الدين رحمه الله ، وقال : هذه اللفظة صريحة في الإيقاع ، كناية في العدد . فهي مركبة من صريح وكناية . انتهى .

قلت : فيعايى بها . [ ص: 478 ] وعنه : تقع بها طلقة بائنة . وعنه : أن قوله " أنت حرة " ليست من الكنايات الظاهرة . بل من الخفية قال الزركشي : وهو ظاهر كلام الخرقي . وأطلقهما في المستوعب . وعنه : أن " أعتقتك " ليست من الكنايات الظاهرة . وأطلقهما في المغني ، والشرح ، والنظم .

التالي السابق


الخدمات العلمية