[ ص: 472 ] 926 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأويل قول الله عز وجل : " إنا فتحنا لك فتحا مبينا "
حدثنا فهد بن سليمان ، حدثنا ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا زهير بن معاوية ، قال : قال أبو إسحاق : البراء مكة يوم الحديبية بيعة الرضوان . أما نحن ، فنسمي التي تسمون فتح
[ ص: 473 ] [ ص: 474 ] وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا مسدد ، عن يحيى بن سعيد ، عن قتادة : أنس إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال : الحديبية .
5766 - وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد - يعني ابن أبي عروبة - أنه حدثهم ، قال : حدثنا قتادة : أنس بن مالك الحديبية ، يعني : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، وأصحابه يخالطون الحزن والكآبة ، قد حيل بينهم وبين نسكهم ، ونحروا الهدي بالحديبية ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا ، فقرأها نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل من القوم : هنيئا مريئا يا رسول الله ، قد بين الله لنا ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله تعالى : ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ، فبين الله ما يفعل بنبيه وما يفعل بهم أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من [ ص: 475 ] [ ص: 476 ] .
5767 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا همام بن يحيى ، عن قتادة ، فذكر مثله . أنس
5768 - وحدثنا سليمان بن شعيب الكيساني ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، حدثنا ، عن شعبة ، قال : سمعت أبي إياس معاوية بن قرة ، قال عبد الله بن مغفل أبو إياس قراءة لينة ، ثم رجع ، ثم قال : لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن وقد رجع : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة أو جمل وهو يسير ، وهو يقرأ سورة الفتح ، ثم قرأ [ ص: 477 ] .
5769 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي إياس معاوية بن قرة ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . عبد الله بن مغفل
5770 - وحدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، حدثنا ، عن محمد بن جعفر ، ثم ذكر بإسناده مثله . شعبة
أجمع الناس أن الفتح المذكور في الآية التي تلوناها هو ما كان من أمر الحديبية من الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة ما كان سببا لفتحها .
ففي هذا ما يدل أنه قد يجوز أن يقال : إن شيئا قد كان عند قرب كونه ، كما يقال : قد دخلنا مدينة كذا عند قربهم من دخولها ، وإن كانوا في الحقيقة ما دخلوها ، ومن ذلك ما قد أطلق المسلمون على من أطلقوا عليه من أن أحد ابني إبراهيم صلى الله عليه وسلم بأنه الذبيح ، لا لأنه ذبح ، ولكن لقربه من الذبح ، دل ذلك أن العرب قد تطلق حقيقة الأشياء التي يكون بلوغها واستيفاء أسبابها لقربهم منها ، وإن كانت بقيت عليهم بقية يسترقبونها بعد ذلك ، وبالله التوفيق .