الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 221 ] 248 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله في افتتاحه الصلاة بعد الذي ذكرناه عنه في الباب الأول : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها ، لا يصرف سيئها إلا أنت ، لبيك وسعديك والخير كله بيديك ، والشر ليس إليك ، أنا بك وإليك ، وتباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك .

1562 - حدثناه يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن الماجشون ، قال : أخبرني عمي ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، [ ص: 222 ] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكرناه في ترجمة هذا الباب .

1563 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : قال عبد الله بن رجاء ، حدثنا عبد العزيز بن الماجشون .

وحدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا الوهبي وعبد الله بن صالح ، قالا : حدثنا عبد العزيز بن الماجشون ، عن الماجشون وعبد الله بن الفضل ، عن الأعرج ، ثم ذكر بإسناده مثله .

فتأملنا قوله صلى الله عليه وسلم : والشر ليس إليك ، فوجدناه محتملا أن يكون أراد به : والشر غير مقصود به إليك ؛ لأن من يعمل الخير يقصد به إلى الله عز وجل رجاء ثوابه وإنجاز ما وعد عليه ، ومن عمل شرا فليس يقصد به إلى الله عز وجل . وإن كان كل واحد من الخير ومن الشر ، فمن الله عز وجل ، كما قال عز وجل : وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله ، أي : فإن ذلك كله من عند الله فييسر أهل السعادة للخير فيعملونه فيثيبهم ويجازيهم عليه ، وييسر أهل الشقاء للشر فيعملونه فيعاقبهم عليه ، إلا أن يعفو عنهم فيما يجوز عفوه عن مثله ، وهو ما خلا الشرك به والله نسأله التوفيق .

وقد أجاز لنا هارون بن محمد العسقلاني ، عن الغلابي ، عن أبي [ ص: 223 ] زكريا يحيى بن معين ، قال : قال النضر بن شميل : والشر ليس إليك ، تفسيره : والشر لا يتقرب به إليك .

التالي السابق


الخدمات العلمية