[ ص: 109 ] 167 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أخنع الأسماء ما هو منها ؟
1076 - حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل اللخمي قال : حدثنا ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى باسم ملك الأملاك .
قال : فتأملنا هذا الحديث لنقف على ما المراد به ما هو ؟ فوجدنا الخنع إنما يراد به الذل والخضوع ، يقال منه : خنع الرجل خنوعا إذا خضع فذل ، فكان الخضوع والذلة إنما وقعت في هذا على [ ص: 110 ] ذي الاسم لا الاسم نفسه ؛ لأن الاسم لا يلحقه ذم ولا مدح ، وكان ذلك كقوله عز وجل : أبو جعفر سبح اسم ربك الأعلى . في معنى سبح اسم ربك الأعلى باسمه ، فكقوله عز وجل في قصة نبيه لوط - صلى الله عليه وسلم - : ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث . ليس يريد بذلك القرية نفسها ، وإنما يريد أهلها الذين كانوا يعملون الخبائث .
وكقوله عز وجل : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون . يريد أهلها لا هي نفسها . ثم بين عز وجل مراده ذلك فيها بقوله : ولقد جاءهم رسول منهم .
وكان المراد بملك الأملاك الله عز وجل ، فكان المسمى باسم من أسمائه عز وجل متكبرا ، فرده الله عز وجل بذلك إلى الخضوع والذلة ؛ إذ كان أكبر أسمائه عز وجل إنما هي صفاته التي يبين بها عز وجل عن خلقه من الرحمة ومن العزة ومن العظمة ومن الجلال ، ومن ما سوى ذلك عز وجل ، فكان بما سوى ذلك من أسمائه عز وجل كاسمه الأعظم مما قد قال عز وجل : هل تعلم له سميا . فقصر بالخلق عن ذلك ، وتفرد به عز وجل وأضاف أسماءه إليه فقال عز وجل : ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها . وبالله التوفيق .