[ ص: 438 ] 542 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأيام المرادة في قول الله عز وجل : واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى
3369 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا يعلى بن عبيد الطنافسي ، عن سفيان بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن الديلي ، قال : بعرفات ، فأقبل أناس من أهل نجد فسألوه عن الحج ، فقال : الحج يوم عرفة ، من أدرك جمعا قبل صلاة الصبح فقد أدرك الحج ، أيام منى ثلاثة أيام التشريق ، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ، ثم أردف خلفه رجلا ينادي بذلك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا .
[ ص: 439 ]
3369 م - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، عن شعبة بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر مثله ، ولم يذكر سؤال أهل نجد إياه ، ولا إردافه الرجل خلفه .
فسأل سائل فقال : ما معنى قوله عز وجل : ومن تأخر فلا إثم عليه [ ص: 440 ] والمتأخر فقد استوفى الأيام التي أمره الله عز وجل بالمقام فيها بمنى ، ومن كانت هذه سبيله لم يجز أن يقال : فلا إثم عليه فيما فعل ، كما لا يجوز أن يقال : لا إثم على من صلى صلاة الظهر ، ولا على من صلى الصلوات الخمس كلها ، وإنما يجوز أن يقال : لا إثم على من قصر عن شيء أمر به ، ورخص له مع ذلك ترك بعضه أو ترك كله .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله : أنه قد يحتمل أن يكون ذلك ؛ لأن الله عز وجل يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ، فكان المقيم إلى النفر الآخر تاركا لرخصة الله عز وجل ، فيرفع الله عز وجل عنه الإثم في ذلك لقوله : ومن تأخر فلا إثم عليه ، والله نسأله التوفيق .