[ ص: 181 ] 241 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المراد بقول الله عز وجل : وأولي الأمر منكم .
1524 - حدثنا بكار بن قتيبة ويزيد بن سنان ، قالوا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عمر بن القاسم اليمامي ، عن عكرمة بن عمار ، قال : حدثني سماك أبي زميل ، قال : عبد الله بن عباس رضي الله عنه في حديث حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه أن لا يدخل عليهن شهرا . قال : قلت : يا رسول الله ، إن كنت طلقتهن ، فإن الله عز وجل وملائكته عمر بن الخطاب وجبريل وميكائيل معك ، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك ، وقلما تكلمت - وأحمد الله - بكلام إلا رجوت أن يكون الله عز وجل يصدق قولي . قال : فنزلت آية التخيير : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل . الآية ، ونزلت في هذه الآية : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم . قال : فكنت أنا الذي استنبط ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير .
حدثني { [ ص: 182 ] قال : ففي هذا الحديث إخبار أبو جعفر عمر أنه المستنبط لما ذكر استنباطه إياه في هذا الحديث ، وأن المراد بالمستنبطين المذكورين في الآية المذكورة فيهم هم أولو الخير والعلم الذين يؤخذ عنهم أمور الدين ، وقد روي مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري .
كما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا قال : حدثنا أبو نعيم ، ، عن حسن بن صالح ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل جابر وأولي الأمر منكم . قال : أولي الخير ، [ ص: 183 ] وقد روي مثل ذلك أيضا عن من بعدهم من التابعين . في قول الله :
كما حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا هشيم - عن منصور - يعني ابن زاذان الحسن ، عن وعبد الملك عطاء وأولي الأمر منكم . قالا : أولي الفقه والعلم . في قول الله عز وجل :
حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة الأسدي جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول . قال : الرد إلى الله عز وجل إلى كتابه ، والرد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبض إلى سنته .
[ ص: 184 ] في قول الله عز وجل :
وكما حدثنا أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، عن عبد الله بن المبارك ، عن عبد الملك : عطاء وأولي الأمر منكم . قال أهل الفقه والعلم : وطاعة الله والرسول اتباع الكتاب والسنة .
قال : فقال قائل : فقد روي عن أبو جعفر عبد الله بن عباس ما يخالف هذا وذكر .
1525 - ما قد حدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال حجاج : أخبرني عن ابن جريج يعلى بن مسلم ، عن ، عن سعيد بن جبير : ابن عباس يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . قال : نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي ، إذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرية .
[ ص: 185 ] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن هذا غير مخالف لما قد روي عن عمر رضي الله عنه فيما تقدم ذكرنا له إذ كان عبد الله بن حذافة من أهل الخير والصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل الفقه ، ولولا أنه كذلك لما ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ولاه عليه ، إذ كان ما ولاه لله فيه أحكام لا يدركها إلا أهل الفقه الذين يعلمون أمثالها ، وقد دل على ما ذكرنا من هذا التأويل ما قد روي عن عبد الله بن عباس في حديث آخر .
كما قد حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي ومحمد بن خزيمة البصري ، قالوا : حدثنا وعلي بن عبد الرحمن الكوفي ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح علي بن أبي طلحة ، عن : ابن عباس أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . قال : أولي الأمر : أهل طاعة الله عز وجل الذين يعلمون الناس معاني [ ص: 186 ] دينهم ، ويأمرونهم بالمعروف ، وينهونهم عن المنكر فأوجب الله طاعتهم على العباد ، أفلا ترى أن قد وصف أولي الأمر بطاعة الله عز وجل ، وتعليم الناس معاني دينهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، فدل ذلك على ما ذكرنا ، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه في تأويل ذلك أيضا . أبي هريرة
ما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح أبي هريرة أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . قال : أمراء السرايا . في قول الله عز وجل :
وما قد حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا مسدد ، عن أبو معاوية ، عن الأعمش ، [ ص: 187 ] عن أبي صالح : أبي هريرة وأولي الأمر منكم . قال : هم الأمراء .
قال : فدل ذلك ، أن أولي الأمر المأمور بطاعتهم هم من هذه صفته ، أمراء كانوا أو غير أمراء ، والله نسأله التوفيق . أبو جعفر