[ ص: 207 ] 438 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء بالمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهني .
2772 - حدثنا ، الحسين بن نصر وفهد بن سليمان جميعا قالا : حدثنا ، قال : حدثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت خميل ، عن نافع بن عبد الحارث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سعادة المرء المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهني .
[ ص: 208 ]
2773 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، قال : حدثني حبيب بن أبي ثابت خميل ، ومعي مجاهد ، عن نافع بن عبد الحارث ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .
قال : فتأملنا هذا الحديث طلب الوقوف على المراد به ، فوجدنا الجار مأمورا بإكرام جاره ، كما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك . أبو جعفر
2774 - حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل اللخمي ، قال : أنبأنا ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن نافع بن جبير أبي شريح الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله عز وجل واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .
[ ص: 209 ] قال سفيان : وزاد فيه ، عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري أبي شريح قال : جائزته يوم وليلة ، والضيافة ثلاث ، فما زاد على ذلك فهو صدقة على الضيف ، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه .
2775 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، عن روح بن عبادة ، قال : حدثنا زكريا بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن نافع بن جبير بن مطعم أبي شريح الخزاعي ، وكانت له صحبة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ثم ذكر مثله ، غير أنه لم يذكر ما ذكره سفيان فيه مما زاد . ابن عجلان
2776 - حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أبي وشعيب بن الليث ، عن ، عن الليث بن سعد ، [ ص: 210 ] عن سعيد بن أبي سعيد أبي شريح العدوي أنه قال : سمعت أذناي ، وأبصرت عيناي حين تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله ، غير أنه لم يذكر ما ذكره مما زاده ابن عيينة . ابن عجلان
2777 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع المرادي شعيب بن الليث ، ثم ذكر بإسناده مثله .
2778 - وحدثنا ، قال : وقرئ على بحر بن نصر شعيب بن الليث ، عن ، ثم ذكر بإسناده مثله . الليث
2779 - وحدثنا ، قال : أنبأنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن مالك ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري أبي شريح الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله ، وزاد في الضيف : جائزته يوم وليلة ، والضيافة ثلاثة أيام ، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ، ولا يحل له أن يقيم عنده حتى يحرجه .
[ ص: 211 ] قال مالك : جائزته أن يتحفه في اليوم والليلة بأفضل ما يجد ، وقال : يثوي : يقيم عنده .
2780 - حدثنا ، قال : أنبأنا يونس ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه . أبي هريرة
2781 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا فروة بن أبي المغراء ، قال : حدثنا ، عن أبو الأحوص ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت .
[ ص: 212 ] قال : فكان فيما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إكرام الجار جاره ما قد ذكرنا ذلك فيه ، وما قد روي عنه فيه في أن لا يؤذيه ما قد وكد ذلك ، وإذا كان ذلك كذلك للجار على الجار ، كان توفيته إياه ذلك سعادة للموفى ، فهذا معنى ما روي في الجار في هذا الحديث .
وأما ما روي من سعة المنزل فليكن صاحب المنزل بذلك حامدا لله عز وجل ، وعارفا بنعمائه عليه ، وتفضيله إياه على غيره ، فيكون من الشكر له عز وجل على ما يكون عليه مثله في ذلك .
وأما ما فيه من المركب الهني ، فأن يكون ذلك برفع الشغل عن قلبه ويكون في ركوبه على أحد وجهين ؛ إما متشاغلا بذكر ربه - عز وجل - ، وإما غير مشغول القلب مما يؤذيه من مركبه وكل ذلك سعادة ، والله عز وجل نسأله التوفيق .