[ ص: 217 ] 184 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الزمان الذي يجب على الناس فيه الإقبال على خاصتهم وترك عامتهم
1176 - حدثنا قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا سعيد بن منصور يعقوب بن عبد الرحمن ، عن ، عن أبي حازم عمارة بن عمرو بن حزم ، عن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عبد الله بن عمرو بن العاص كيف بكم وبزمان ؟ أو قال : يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم ، واختلفوا فصاروا هكذا ، وشبك بين أصابعه . قالوا : كيف بنا يا رسول الله ؟ قال : تأخذون بما تعرفون ، وتذرون ما تنكرون ، وتقبلون على أمر خاصتكم ، وتذرون أمر عامتكم .
[ ص: 218 ]
1177 - حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير أبو القاسم قال : حدثني قال : وأخبرني أبي يعقوب بن عبد الرحمن ، ثم ذكر بإسناده مثله سواء .
1178 - وحدثنا قال : وأخبرنا بحر بن نصر قال : وأخبرني ابن وهب يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، ثم ذكر مثله غير أنه لم يذكر في إسناده أبا حازم ، وإنما قال : قال : وأخبرني يعقوب ، عن عمارة .
1179 - حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد العطار المزني قال : حدثنا عيسى بن ميناء قال : حدثنا ، عن محمد بن جعفر ، عن أبي حازم عمارة بن عامر بن حزم . هكذا قال : ابن عامر ، وإنما هو ابن عمرو ، عن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله . عبد الله بن عمرو
1180 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق وفهد بن سليمان جميعا قالا : حدثنا قال : حدثني القعنبي ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه عمارة بن عمرو ، عن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر مثله سواء . عبد الله بن عمرو بن العاص
[ ص: 219 ]
1181 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا قال : حدثنا أبو نعيم ، عن يونس بن أبي إسحاق هلال بن خباب قال : حدثني قال : حدثني عكرمة قال : عبد الله بن عمرو بن العاص بينا نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكرت الفتنة أو ذكرت عنده الفتنة ، فقال : إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم ، وخفت أمانتهم ، وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه . فقلت : فكيف نفعل عند ذلك جعلني الله فداك ؟ فقال لي : الزم بيتك ، واملك عليك لسانك ، وخذ ما تعرف ودع ما تنكر ، وعليك بأمر الخاصة ، ودع عنك أمر العامة .
[ ص: 220 ]
1182 - حدثنا قال : حدثنا بحر بن نصر قال : حدثنا عبد الله بن وهب يعقوب بن عبد الرحمن ، عن ، عن عمرو مولى المطلب ، عن العلاء بن عبد الرحمن أبيه ، عن أبي هريرة لعبد الله بن عمرو : كيف بك يا إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت أماناتهم ومرجت عهودهم ، واختلفوا ؟ فقال عبد الله بن عمرو عبد الله : فكيف بي يا رسول الله ؟ قال : تعمل بما تعرف ، وتدع ما تنكر ، وتعمل بخاصة نفسك ، وتدع عنك عوام الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال .
1183 - حدثنا قال : حدثنا يحيى بن عثمان عبد الله بن محمد الفهمي قال : حدثنا ، عن سليمان بن بلال ، [ ص: 221 ] عن العلاء بن عبد الرحمن أبيه ، عن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر مثله سواء . أبي هريرة
1184 - حدثنا قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث بن سعد عياش بن عباس القتباني ، عن ، عن بكير بن الأشج حدثه أن بسر بن سعيد قال : أبا واقد
وذكر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما أنها ستكون فتنة ، فلم يسمعه كثير من الناس ، فقال معاذ : تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : ما قال ؟ قال : يقول : إنها ستكون فتنة . قالوا : فكيف لنا يا رسول الله ؟ أو كيف نصنع ؟ قال : ترجعون إلى أمركم الأول إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ونحن جلوس على بساط : إنها ستكون فتنة . قالوا : كيف نفعل يا رسول الله ؟ قال : فرد يده إلى البساط ، فأمسك به ، قال : تفعلون هكذا . .
1185 - حدثنا محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان قالا : حدثنا [ ص: 222 ] قال : حدثني عبد الله بن صالح قال : حدثني الليث ، عن ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن خالد بن معدان عبد الرحمن بن عمرو ، عن وكان عرباض بن سارية عرباض رجلا من بني سليم من أهل الصفة ، قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقام ، فوعظ الناس ورغبهم وحذرهم ، وقال : ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : اعبدوا الله لا تشركوا به شيئا وأطيعوا من ولاه الله أمركم ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، ولو كان عبدا أسود ، وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا على نواجذكم بالحق .
[ ص: 223 ]
1186 - حدثنا قال : حدثنا أبو أمية ، عن أبو عاصم ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عرباض بن سارية عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، وعضوا عليها بالنواجذ .
1187 - حدثنا قال : حدثنا أبو أمية قال : حدثنا عمر بن يونس اليمامي قال : حدثنا عكرمة بن عمار ، عن عوف الأعرابي عبد الرحمن . قال : وهو أبو جعفر ابن عمرو السلمي - والله [ ص: 224 ] أعلم - قال : دخلت مسجد دمشق أو حمص فإذا رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدثهم فقال : وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون ، واقشعرت منها الجلود ، ووجلت منها القلوب . فقال قائل : كأن هذا عند الوداع منك يا رسول الله ، فأوصنا ! قال : أوصيكم بتقوى الله ، ولزومكم من بعدي سنتي وسنة الخلفاء الهادية المهدية ، وعضوا عليها بالنواجذ !
قال : في هذه الآثار تشديد ما في الآثار التي في الباب الأول ، وكلها يصدق بعضها بعضا ، وتخبر أن الأزمنة تختلف وتتباين ، وأن كل زمان منها له حكمه الذي قد بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمته وأعلمهم إياه . أبو جعفر
وعلمهم بما يعملونه فيه فعلى الناس التمسك بذلك ولزومه ، ووضع كل أمر موضعه الذي أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضعه فيه ، وأن لا يخرجوا عن ذلك إلى ما سواه .
والله نسأله التوفيق .