[ ص: 101 ] 15 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في الشيطان أنه يجري من ابن آدم مجرى الدم وهل النبي عليه السلام كان في ذلك كمن سواه من الناس أو بخلافهم
106 - حدثنا فهد ، حدثنا ، أخبرنا أبو اليمان ، عن شعيب ، حدثني الزهري : { أن علي بن حسين زوج النبي عليه السلام أخبرته صفية أم سلمة مر بهما رجلان من الأنصار ، فسلما على النبي عليه السلام ، ثم نفذا فقال لهما النبي عليه السلام : على رسلكما ، إنها ، فقالا : سبحان الله ، يا رسول الله ، وكبر ذلك عليهما ، فقال : إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما صفية بنت حيي أنها جاءت النبي عليه السلام تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ، فتحدثت عنده ساعة ، ثم قامت تنقلب ، وقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد الذي عند باب } .
107 - حدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن علي بن [ ص: 102 ] حسين ، ثم ذكر مثله . صفية بنت حيي
108 - حدثنا عبد الله بن محمد بن حشيش البصري أبو الحسين ، حدثنا ، حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت : { أنس أن رسول الله عليه السلام كان مع إحدى نسائه مر به رجل فدعاه فقال : يا فلان ، إنها زوجتي فلانة ، فقال : يا رسول الله ، من كنت أظن به ، فإني لم أكن أظن بك ، فقال رسول الله عليه السلام : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم } .
قال : فكان فيما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذين الحديثين ما قد يحتمل أن يكون رسول الله عليه السلام قد كان في ذلك كمن سواه من الناس ، ويحتمل أن يكون كان فيه بخلافهم ، فتأملنا ما روي في هذا الباب من سوى هذين الحديثين ، هل فيه ما يدل على شيء من ذلك . ؟ أبو جعفر
[ ص: 103 ]
109 - فوجدنا فهدا قد حدثنا قال : حدثنا . ووجدنا عبد الله بن رجاء قد حدثنا قال : حدثنا أبا أمية قالا : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد أبيه ، عن ، عن النبي عليه السلام قال : { ابن مسعود ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، فقيل : وإياك ، قال : وإياي ، ولكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير } .
110 - ووجدنا فهدا قد حدثنا قال : حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ، أخبرنا ، عن عيسى بن يونس ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : قال لنا النبي عليه السلام : { جابر لا تدخلوا على المغيبات ؛ فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم ، قيل : ومنك يا رسول الله ؟ قال : ومني ، ولكن الله أعانني عليه فأسلم } .
111 - ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، أخبرنا سعيد بن أبي مريم ، حدثني يحيى بن أيوب قال : سمعت عمارة بن غزية يقول : سمعت أبا النضر يقول : [ ص: 104 ] { قالت عروة : عائشة ، أخذك شيطانك ؟ فقلت : أما لك شيطان ؟ قال : ما من آدمي إلا له شيطان ، فقلت : وأنت يا رسول الله ؟ قال : وأنا ، ولكني دعوت الله ، فأعانني عليه فأسلم عائشة فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه ، مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة ، فسمعته يقول : أعوذ برضاك من سخطك ، وبعفوك من عقوبتك ، وبك منك ، لا أبلغ كل ما فيك ، فلما انصرف قال : يا } .
قال : فوقفنا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان في هذا المعنى كسائر الناس سواه ، وأن الله أعانه عليه فأسلم بإسلامه الذي هداه له حتى صار صلى الله عليه وسلم في السلامة منه بخلاف غيره من الناس فيمن هو معه من جنسه . أبو جعفر
فإن قال قائل : فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء مما يوجب أن يوقف على ارتفاع التضاد عنه ، وعما رويت مما قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خص به من إسلام شيطانه ، لكي يسلم منه . وذكر في ذلك :
112 - ما حدثنا محمد بن خزيمة بن راشد البصري أبو عمرو ، وفهد قالا : حدثنا ، حدثني أبو مسهر ، حدثني يحيى بن حمزة ، عن ثور بن يزيد ، [ ص: 105 ] عن خالد بن معدان أبي الأزهر الأنماري { أن رسول الله عليه السلام كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال : بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر ذنبي ، وأخسئ شيطاني ، وفك رهاني ، وثقل ميزاني ، واجعلني في الندي الأعلى } .
قيل له : هذا عندنا والله أعلم ، كان رسول الله عليه السلام قبل إسلام شيطانه ، فلما أسلم استحال أن يكون صلى الله عليه وسلم يدعو الله فيه بذلك مع إسلامه الذي هو عليه .