[ ص: 362 ] 648 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اهتزاز العرش لموت . سعد بن معاذ
4167 - حدثنا حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبو عوانة ، عن سليمان يعني الأعمش عن أبي سفيان . ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : جابر بن عبد الله سعد بن معاذ اهتز العرش لموت .
[ ص: 363 ]
4168 - حدثنا حدثنا محمد بن علي بن أبي داود البغدادي إسماعيل بن أبي مسعود حدثنا ، عن عبد الله بن إدريس ، عن [ ص: 364 ] الأعمش وعن أبي سفيان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . ابن عمر
4169 - وحدثنا حدثنا محمد بن علي حدثنا هوذة بن خليفة ، عن عوف
عن أبي نضرة . ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . أبي سعيد
4170 - وحدثنا حدثنا علي بن معبد أخبرنا يزيد بن هارون ، عن إسماعيل بن أبي خالد إسحاق بن راشد ، [ ص: 365 ] عن امرأة من الأنصار يقال لها قال : أسماء بنت يزيد بن السكن بكت أمه ، وصاحت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك فإن ولدك أول من ضحك الله عز وجل له ، واهتز له العرش سعد بن معاذ لما أخرجت جنازة .
قال : ففي هذه الآثار إعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس باهتزاز العرش لموت أبو جعفر ، وليس فيها تبيانه لهم ذلك العرش أي العروش هو ، فنظرنا في ذلك . سعد بن معاذ
فوجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن عطاء بن السائب
عن مجاهد . رضي الله عنه ولم يذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر سعدا ، قال : ثم قالوا : وما العرش ؟ قال : سبحان الله لقد تفسخت أعواده أو عوارضه وإنه على رقابنا [ ص: 366 ] وأكتافنا ، وكان آخر من خرج من قبره النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن سعدا ضغط في قبره ضغطة فسألت الله تعالى أن يخفف عنه وقرأ : ورفع أبويه على العرش ، قال : السرير اهتز العرش لحب لقاء الله .
4171 - ووجدنا فهد بن سليمان قد حدثنا ، قال : حدثنا حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني عبد السلام ، عن وابن فضيل ، عن عطاء بن [ ص: 367 ] السائب
عن مجاهد . رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر سعدا اهتز العرش لحب لقاء الله ، ثم ذكر بقية الحديث كما حدثنا . محمد بن علي بن داود
قال : فكان في هذا الحديث أن ذلك العرش هو السرير الذي حمل عليه أبو جعفر سعد رضي الله عنه .
4172 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة أبو عمر الضرير أخبرنا ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو بن علقمة أبيه .
عن ، عن جده رضي الله عنها قالت : عائشة ذا الحليفة خرج الصبيان فيخبرونهم عن أهليهم ، وأخبر بموت امرأته فبكى فقيل له أتبكي فقال : وما لي لا أبكي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن العرش اهتزت أعواده لموت أسيد بن حضير . سعد بن معاذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فنزل قالت : ولما مات عائشة سعد بكى أبو بكر وعمر رضي الله عنهما حتى عرفت بكاء أبي بكر من بكاء عمر ، وبكاء عمر من بكاء أبي بكر .
[ ص: 368 ] قال : فكان في هذين الحديثين أن العرش المراد في الأحاديث الأول هو السرير الذي حمل عليه أبو جعفر ، فنظرنا في ذلك وهل خولف من قال ذلك فيما قاله منه أم لا . سعد بن معاذ
4173 - فوجدنا محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان جميعا قد حدثانا ، قالا : حدثنا حدثني عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد ، عن ابن الهاد معاذ بن رفاعة .
عن رضي الله عنهما قال : جابر بن عبد الله جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش ؟ قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره وهو يدفن ، فبينما هو جالس إذ قال سبحان الله مرتين فسبح القوم ، ثم قال : الله أكبر الله أكبر فكبر القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهذا العبد الصالح شدد الله عليه في قبره حتى كان هذا حين فرج عنه سعد بن معاذ جاء .
[ ص: 369 ] قال : فكان في هذا الحديث ما قد دل على أن العرش المذكور في الأحاديث الأول ليس هو السرير الذي حمل عليه أبو جعفر سعد ; لأن في هذا الحديث سؤال جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العبد الصالح الذي مات ففتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش ، وخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ليعلم من هو حتى علم أنه ، فكان في ذلك ما قد دل على أن العرش المذكور في الأحاديث الأول هو غير السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ سعد إذ كان سعد رضي الله عنه لم يكن حمل على السرير الذي حمل عليه إلى قبره إلى ذلك الوقت ، وإنما حمل عليه بعد ذلك .
4174 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا أبا أمية يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري ، قال : حدثنا صالح بن محمد بن صالح التمار ومعن بن عيسى وعبد العزيز بن عمران ، عن محمد بن صالح ، عن ، عن سعد بن إبراهيم
عن عامر بن سعد . أبيه عمر قال لأم سعد بن معاذ وهي تبكي عليه انظري ما تقولين يا أم سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعها يا عمر كل نائحة مكذبة إلا أم سعد ، ما قالت من خير فلن تكذب ، ثم احتمل فوضع [ ص: 370 ] في قبره ، فتغير لون النبي صلى الله عليه وسلم فقال المسلمون : يا رسول الله إن كنت لتقطعنا يعنون في السرعة قال خشيت أن تسبقنا الملائكة إلى غسله كما سبقتنا إلى غسل حنظلة بن أبي عامر ، قالوا يا رسول الله رأينا لونك قد تغير حين قعدت على القبر قال : ضم سعد في القبر ضمة ولو أعفي منها أحد أعفي منها سعد ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : نزل الأرض سبعون ألف ملك لشهود سعد ما نزلوها قط واستبشر به جميع أهل السماء واهتز له العرش أن ، قال صالح يعني ابن محمد قال أبي قال رجل لسعد بن إبراهيم إن العرش تدعوه العرب السرير وإنما يعني سرير فقال سعد بن معاذ سعد : ما بلغ سرير أن يذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم . سعد بن معاذ
[ ص: 371 ] قال : فكان في هذا الحديث إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دفنه أبو جعفر سعدا باهتزاز العرش له فاحتمل أن يكون ذلك العرش هو العرش الذي قاله ابن عمر وأسيد بن الحضير ، واحتمل أن يكون هو خلافه .
[ ص: 372 ] فقال قائل كيف يكون كما قاله ابن عمر وأسيد بن حضير وإنما ذلك إخبار عن سرير لا نفس له ولا يكون من مثله الاهتزاز الذي ذكراه عنه .
فكان جوابنا له في ذلك أن السرير إن كان كما قال ابن عمر وأسيد فإنه يحتمل أن يكون عز وجل فهمه بعد أن حمل عليه سعد مكانه من الله عز وجل ومنزلته منه ، فصار من أهل العلم والمعرفة بذلك ، فاهتز له كما ذكر ابن عمر وأسيد من اهتزازه ، كما ألهم الله عز وجل الخشبة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس عليها قبل أن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه عنها كان منها الحنين المروي في ذلك كما سنذكره فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله عز وجل ، وكان ذلك علما عظيما من أعلام النبوة وفضلا جليلا فضل الله به رسوله وشرفا كبيرا شرفه به وألهمه من ألهمه من جلالة موضعه منه ما ألهمه إياه مما ذكر في هذا الحديث ، وقد روي أن العرش الذي كان اهتز لموت كان غير السرير الذي حمل عليه وأنه كان عرش الرحمن عز وجل . سعد بن معاذ
4175 - كما حدثنا حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي قال : سمعت يوسف بن الماجشون أبي أو حدثني أبي ، عن ، عن جدته عاصم بن عمر بن قتادة ح . رميثة
وكما حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، عن يوسف بن الماجشون أبيه ، عن . عاصم بن عمر بن قتادة
[ ص: 373 ] عن جدته قالت : رميثة : لقد اهتز له عرش الرحمن عز وجل سعد بن معاذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي لفعلت وهو يقول حين مات .
قال : فكان في هذا الحديث إعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن العرش المروي في اهتزازه لموت أبو جعفر سعد هو عرش الرحمن عز وجل ، ووجدنا الأوس لما فاخرت الخزرج فاخرتهم بذلك وذكرت في مفاخرتها إياهم أن العرش الذي اهتز لموت صاحبهم هو عرش الرحمن عز وجل .
[ ص: 374 ]
كما حدثنا عبد العزيز بن الحسن بن زبالة المديني حدثنا حدثنا يحيى بن معين ، عن عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة . قتادة
عن رضي الله عنه قال : أنس بن مالك الأوس والخزرج ، فقالت الأولى : منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ومنا من اهتز له عرش الرحمن ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن الأقلح ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين ، وقال الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن ولم يجمعه أحد غيرهم أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت . افتخر الحيان
قال : وقد يحتمل أن يكون العرشان جميعا المذكوران في هذا الحديث وفي حديثي أبو جعفر ابن عمر وأسيد بن حضير قد كان ذلك [ ص: 375 ] منهما جميعا والله أعلم ، غير أنا نصدق بما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ونؤمن به وقد كان أهل اللغة يذهبون إلى أن الاهتزاز هو الارتياح والسرور كما يقال فلان إذا سئل اهتز أي استشرف لذلك وسر به فيكون الله تعالى ألهم العرشين موضع سعد منه فكان منهما ما كان مما ذكر في هذه الأحاديث غير أن بعضهم ذهب إلى أن ذلك الاهتزاز المضاف إلى العرش إنما كان من الملائكة الذين يحملونه ويحفون به وأضيف ذلك إلى العرش وإن كانوا هم المرادين به ويجعلون ذلك كمثل قوله عز وجل فما بكت عليهم السماء والأرض ، يعني ما بكى عليهم أهل السماء ولا أهل الأرض وكما قال فيما حكى لنا عمن حكى من عباده قوله : واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها ، وكما قال النبي عليه السلام في أحد هذا جبل يحبنا ونحبه .
كما حدثنا أخبرنا يونس أن ابن وهب أخبره ، عن مالكا
عن عمرو مولى المطلب . ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك بمعنى يحبنا أهله يعني أنس بن مالك الأنصار ونحبهم ، والله أعلم ما أراد رسوله بما كان قاله من ذلك مما قد حكيناه في هذا الباب ومن ما سواه من ما قصر علمنا عنه ، وبالله التوفيق .