[ ص: 273 ] 575 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إطلاقه للفريعة النقلة في عدتها من وفاة زوجها من الدار التي جاءها فيها بغتة ومن أمره إياها بعد ذلك أن تمكث فيها حتى يبلغ الكتاب أجله
3638 - حدثنا ، قال : أخبرني يونس ، قال : أخبرني أنس بن عياض سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة الأنصاري ، عن ، قالت : أخبرتني زينب ابنة كعب الفريعة ابنة مالك بن سنان - وهي أخت - أبي سعيد الخدري بطرف القدوم ، فقتلوه ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إنه أتاني نعي زوجي ، وأنا في دار من دور الأنصار شاسعة عن دور أهلي ، وأنا أكره القعدة فيها ، وأنه لم يتركنا في سكنى ، ولا مال يملكه ، ولا نفقة ينفق علي ، فإن رأيت أن ألحق بأخي ، فيكون أمرنا جميعا ، فإنه أجمع في شأني ، وأحب إلي ، قال : إن شئت فالحقي بأهلك ، فخرجت مستبشرة بذلك ، حتى إذا كنت في الحجرة ، أو في [ ص: 274 ] المسجد دعاني ، أو دعيت له ، فقال : كيف زعمت ؟ فرددت عليه الحديث من أوله ، فقال : امكثي في البيت الذي جاءك فيه نعي زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله . فاعتدت فيه أربعة أشهر وعشرا ، فأرسل إليها عثمان رضي الله عنه فسألها فأخبرته ، فقضى به أنه أتاها نعي زوجها خرج في طلب أعلاج له ، فأدركهم .
قال : وهذا حديث جليل المقدار يدور على أبو جعفر سعد بن إسحاق الذي حدث به عنه أنس ، وقد رواه غير واحد من جلة أهل العلم ممن يتجاوزه في السن عنه ، ممن رواه عنه ، ممن هو كذلك . ابن شهاب الزهري
[ ص: 275 ]
3639 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن يونس ، ابن شهاب عمن أخبره عن ، وكانت تحت زينب ابنة كعب بن عجرة ، عن أبي سعيد الخدري فريعة ابنة مالك أخت ، ثم ذكر هذا الحديث بمعانيه كلها . أبي سعيد الخدري
غير أن لم يذكر في حديثه هذا الزهري ليونس بن يزيد من حدثه به عن ، فالتمسنا ذلك لنعلم : هل هو زينب ابنة كعب سعد بن إسحاق أم لا ؟
3640 - فوجدنا قد حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا محمد بن نصر المروزي أيوب بن سليمان بن بلال ، قال : حدثنا أبو بكر - يعني ابن أبي أويس - ، عن ، عن سليمان - يعني ابن بلال - ابن أبي عتيق ، ، عن وموسى بن عقبة ، عن ابن شهاب سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، أن أخبرته ، عن عمته فريعة ابنة مالك ، أخبرتها أنها كانت عند رجل من بني الحارث بن الخزرج ، ثم ذكره بمعانيه كلها غير ما كان من عثمان رضي الله عنه في ذلك فإنه لم يذكره .
[ ص: 276 ] قال : فوقفنا بذلك على أن الرجل الذي حدث به عنه أبو جعفر ابن شهاب هذا الحديث ولم يسمه له : هو يونس بن يزيد سعد بن إسحاق هذا .
ومنهم : . يحيى بن سعيد الأنصاري
3641 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن يحيى بن سعيد سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله ، وذكر فيه ما ذكره أنس في حديثه مما كان من عثمان رضي الله عنه في ذلك .
3642 - وكما حدثنا نصر بن مرزوق ، قال : حدثنا الخصيب بن [ ص: 277 ] ناصح ، قال : حدثنا ، عن حماد بن زيد ، ثم ذكر بإسناده مثله . يحيى بن سعيد
ومنهم : يزيد بن محمد القرشي .
3643 - كما حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي شعيب بن الليث ، قال : حدثنا ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب يزيد بن محمد ، عن سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده وبقصة عثمان الذي فيه مثله .
ومنهم : محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب .
3644 - كما حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، ثم ذكر بإسناده مثله غير قصة عثمان التي لم يذكرها .
ومنهم : . مالك بن أنس
3645 - كما حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، أن ابن وهب أخبره ، عن مالكا سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله .
[ ص: 278 ] ومنهم : شعبة وروح بن القاسم .
3646 - كما حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا محمد بن المنهال ، قال : حدثني يزيد بن زريع ، شعبة جميعا ، عن وروح بن القاسم سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله .
ومنهم : . سفيان الثوري
3647 - كما حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، عن سفيان الثوري سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه لم يذكر قصة عثمان فيه .
ومنهم : . زهير بن معاوية
3648 - كما حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا عمرو بن خالد ، عن زهير بن معاوية سعد بن إسحاق ، أو إسحاق بن [ ص: 279 ] سعد ثم ذكر بإسناده مثله ، ولا أدري أذكر قصة عثمان فيه أو لم يذكرها .
ومنهم : محمد بن إسحاق .
3649 - كما حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا الوهبي ، عن ابن إسحاق سعد بن إسحاق ، فذكر بإسناده مثله ، وذكر فيه قصة عثمان ، غير أنه قال مكان الفريعة : الفرعة .
ومنهم : . ابن جريج
3650 - كما حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا محمد بن العلاء - يعني أبا كريب - ، عن ابن إدريس ، شعبة ، وابن جريج ، ويحيى بن سعيد ، عن ومحمد بن إسحاق سعد بن إسحاق ، أنه ذكر بإسناده مثله ، غير أنه لم يذكر قصة عثمان فيه ، وقال مكان الفريعة : الفارعة ابنة مالك .
ومنهم : . حماد بن زيد
3651 - كما حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، [ ص: 280 ] قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن حماد وهو ابن زيد سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله ، وقال فيه عن فريعة ، ولم يذكر فيه قصة عثمان رضي الله عنه .
ومنهم : يحيى بن عبد الله بن سالم العمري .
3652 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يونس قال : أخبرني ابن وهب يحيى بن عبد الله بن سالم ، عن سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله .
ومنهم : . وهيب بن خالد
3653 - كما حدثنا فهد ، قال : حدثنا موسى بن الخليل ، قال : حدثنا ، عن وهيب بن خالد سعيد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله .
ومنهم : مروان بن معاوية الفزاري .
3654 - كما حدثنا ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، قال : حدثنا أحمد بن منيع ، عن مروان بن معاوية سعد بن إسحاق ، ثم ذكر بإسناده مثله ، ولم يذكر فيه قصة رضي الله عنه . عثمان بن عفان
[ ص: 281 ] قال : فكان في هذا الحديث : إطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو جعفر للفريعة الإلحاق بأخيها والنقلة إليه من الدار التي جاءها فيها نعي زوجها ، فاحتمل أن يكون ذلك كان منه صلى الله عليه وسلم لذكرها له أنه لم يخلف لها ما تسكن فيه ولا ما تنفق منه عليها ، فأطلق لها النقلة والإلحاق بأخيها لذلك ، واحتمل أن يكون أطلق لها ذلك ; لأنه لا مسكن لها في منزل خلفه زوجها ولا نفقة لها من مال لو كان خلفه إذ كان ماله أو مسكنه قد خرجا من ملكه بموته إلى من خرجا إليه ، والله أعلم بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قصد إليه في ذلك .
ثم تأملنا أمره إياها بعد ذلك أن تمكث في البيت الذي جاءها فيه نعي زوجها حتى يبلغ الكتاب أجله ، بعد أن كان أمرها بخلاف ذلك ما هو ؟ فاحتمل أن يكون ذلك كان منه ، لأن جبريل صلى الله عليه وسلم كان حاضر ذلك من جوابه ، فأعلمه بما أمر من أجله للفريعة لما أمرها به من ذلك ، إذ كانت أعلمته أنها في دار لم يزعجها منها أهل زوجها ، وإن كان لهم إزعاجها منها ، إذ كانت لهم دون زوجها ، لأنه لم يكن يملكها ، ولكن قد كان من حقهم تحصينها حيث شاؤوا أن يحصنوها احتياطا لزوجها من أن يلحقه ولد يكون منها ، وقد قال بهذا من أهل العلم غير واحد ، منهم مع مذاهبهم أن المتوفى عنها زوجها لا نفقة لها ولا سكنى في عدتها ، فقالوا : لأولياء زوجها تحصينها في عدتها حياطة لزوجها الذين هم أولياؤه أن يلحقه ولد تأتي به ليس منه ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كانوا لم يخرجوها من ذلك المنزل ورضوه لها أن ترجع إليه ، فتكون فيه حتى يبلغ الكتاب أجله ، كما أعلمه الشافعي جبريل صلى الله عليهما أنه من حقوقهم التي لهم أن يطلبوها ، وكان الذي [ ص: 282 ] كان من جبريل صلى الله عليه وسلم في ذلك كمثل الذي كان منه في حديث أبي قتادة للذي سأله ، فقال : جبريل صلى الله عليه وسلم إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، يكفر الله عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، فلما أدبر الرجل ، ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أمر به فنودي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف قلت ؟ فأعاد عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم إلا الدين ، كذلك قال لي .
3655 - كما حدثناه ، قال : حدثنا يونس ، قال أخبرني ابن وهب . مالك بن أنس
3656 - وحدثناه ، قال : حدثنا المزني ، عن الشافعي ، ثم اجتمعا جميعا ، فقالا : عن مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري ، عن ، ثم ذكر هذا الحديث كما ذكرنا . أبيه
[ ص: 283 ]
3657 - وحدثنا ، قال : حدثنا المزني ، قال : حدثنا الشافعي ، عن سفيان ، عن محمد بن عجلان محمد بن قيس ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن ، ثم ذكر مثله . أبيه
فكان مثل هذا محتملا أن يكون في حديث الفريعة ، والمعنى الذي ذكرناه من حقوق أولياء الميت في زوجته التي توفي عنها ، قال : حكاه لنا أبو جعفر المزني ، عن ، وهو قول حسن ، والله عز وجل نسأله التوفيق . الشافعي