[ ص: 69 ] 368 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره بقطع المخزومية التي كانت تستعير الحلي فتجحده
2301 - حدثنا عبيد بن رجال قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة رضي الله عنها قالت : عائشة أسامة بن زيد فكلموه فكلم أسامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أسامة لا أراك تكلمني في حد من حدود الله عز وجل . قال : ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : إنما أهلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه ، والذي نفسي بيده لو كانت سرقت لقطعت يدها . فقطع يد المخزومية فاطمة ابنة محمد كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها ، فأتى أهلها .
2302 - حدثنا عبيد قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، [ ص: 70 ] عن نافع رضي الله عنهما قال : ابن عمر كانت مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها .
قال لنا عبيد : قال لنا أحمد : هذا مختلف فيه وإنما هو عن نافع ، عن صفية ، وعن القاسم عن رضي الله عنها . عائشة
2303 - وحدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري قال : حدثنا قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الدراوردي ، عن عمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، عن ابن شهاب ، عن عروة رضي الله عنها عائشة إليه أسامة بن زيد في شأن المرأة التي استعارت الحلي فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدها ، التي شفع فيها .
2304 - وحدثنا مصعب قال : حدثنا قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الدراوردي ، عن محمد بن عبد الله بن مسلم ، عن [ ص: 71 ] عمه ، عن القاسم بن محمد رضي الله عنها قالت : عائشة فنكحت تلك المرأة رجلا من بني هاشم وكانت عنده حسنة التلبس ، تأتيني فأرفع لها حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال قائل : فقد رويتم هذا الحديث من هذه الوجوه الصحاح عندكم ، فكيف جاز لكم تركها وترك استعمال ما فيها ومخالفتها ؟
فكان جوابنا له في ذلك - بتوفيق الله عز وجل وعونه - أن هذه الأحاديث في صحة مجيئها واستقامة أسانيدها كما ذكر ، ولكنها قد قصر فيها عن ذكر السبب الذي به قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم يد المرأة المذكورة فيها من ما قد وجدناه مذكورا في غيرها وهو لسرقتها ، فكان قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها لذلك لا لما سواه ، وذكرت بما سواه إذ كان خلقا من أخلاقها عرفت به ، وكان قطع يدها فيما سواه .
2305 - كما قد حدثنا قال : أخبرنا يونس قال : أخبرني ابن وهب ، عن يونس أن ابن شهاب أخبره ، عن عروة بن الزبير زوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ، فلما كلمه فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ ! فقال أسامة بن زيد أسامة : استغفر لي يا رسول الله ، فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنى على الله بما هو أهله أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فيها ، ثم ذكر بقية [ ص: 72 ] الحديث على مثل ما في حديث عبيد الذي ذكرناه في هذا الباب .
2306 - وحدثنا قال : حدثنا يونس شعيب بن الليث بن سعد ، عن ، عن أبيه ، عن ابن شهاب ، عن عروة رضي الله عنها عائشة قريشا همهم شأن المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد أن ثم ذكر مثل معناه .
[ ص: 73 ] [ ص: 74 ] [ ص: 75 ] فعقلنا بذلك أن قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تلك المرأة ، إنما كان لسرقتها لا لما سوى ذلك مما ذكرنا في هذه الأحاديث ، والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .