[ ص: 347 ] 207 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن
1303 - حدثنا قال : حدثنا بكار بن قتيبة إبراهيم بن أبي الوزير قال : حدثنا ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ابن أبي نهيك ، عن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : سعد ليس منا من لم يتغن بالقرآن .
[ ص: 348 ]
1304 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : أخبرنا الليث بن سعد ، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عبيد الله بن أبي نهيك ، عن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر مثله . سعيد بن أبي سعيد
[ ص: 349 ] سمعت فهدا يقول : قال لنا : قال لنا عبد الله بن صالح الليث بالعراق يعني في هذا الحديث : عن . سعد بن أبي وقاص
1305 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبي وشعيب بن الليث قالا : حدثنا ( ح ) وحدثنا الليث قال : قرئ على بحر بن نصر شعيب بن الليث : حدثني ، ثم اجتمعا جميعا قالا : قال : حدثنا الليث ، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة عبيد الله بن أبي نهيك ، عن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله . سعيد بن أبي سعيد
1306 - أخبرنا قال : حدثنا الربيع بن سليمان شعيب بن الليث قال : حدثنا ، عن الليث ، عن عبد الله بن أبي مليكة عبيد الله بن أبي نهيك ، عن أو سعيد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله . سعد
1307 - حدثنا قال : حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، عن الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ابن أبي نهيك ، عن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله . سعد
[ ص: 350 ] فتأملنا معنى هذا الحديث فوجدنا الناس فيه على قولين : فقوم منهم يقولون : أريد به الاستغناء بالقرآن عن الأشياء كلها ؛ لأنه قد يكون بذلك الجزاء الجزيل في الآخرة ، والوصول به من الله عز وجل إلى عاجل خيره في الدنيا . وقوم يقولون : هو على تحسين الصوت ليرق له قلب من يقرؤه .
فالتمسنا الأولى من هذين القولين بمعناه .
1308 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا بكار بن قتيبة إبراهيم بن أبي الوزير قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد ، عن ، عن ابن أبي مليكة . قال ابن أبي يزيد : هكذا قال ، وإنما هو أبو جعفر ابن أبي نهيك . قال : أبي لبابة بن عبد المنذر وإذا رجل رث البيت رث المتاع فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ليس منا من لم يتغن بالقرآن . دخلنا على فقلت لابن أبي مليكة : فمن لم يكن له صوت ولم يحسن ؟ قال : يحسنه ما استطاع .
[ ص: 351 ]
1309 - ووجدنا فهدا قد حدثنا قال : حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد ، عن ، عن ابن أبي مليكة عبد الله بن أبي نهيك - هكذا قال لنا : فهد ، عن عبد الله ، وإنما هو عبيد الله - قال : أبي لبابة بن عبد المنذر فدخلنا على رجل رث البيت رث المتاع رث الحال ، فسألنا فقال : من أنتم ؟ فكلنا انتسب له . قال : مرحبا وأهلا تجار كسبة ؛ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ليس منا من لم يتغن بالقرآن . فقلت لابن أبي مليكة : فمن لم يكن له حلق حسن ؟ قال : يحسنه ما استطاع دخلنا على .
فكان معنى ما حدثهم به أبو لبابة من هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يحتمل أن يكون لما رأوه به من رثاثة الحال ، وقد يحتمل أن يكون أراد به حسن الصوت بالقرآن . وكذلك تأوله عليه في هذا الحديث . ابن أبي مليكة
ثم طلبنا هذا الباب هل نجده من غير هذا الطريق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 352 ]
1310 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أبي سلمة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي هريرة ليس منا من لم يتغن بالقرآن .
ثم رجعنا إلى طلب الأولى به من القولين اللذين ذكرنا ، فكان قوله - صلى الله عليه وسلم - : ليس منا من لم يتغن بالقرآن ذما لمن لم يفعل ذلك . كقوله : [ ص: 353 ] ليس منا من غشنا ، وليس منا من رمانا بالليل . في الأشياء التي تعاض من كانت أو تكون منه - صلى الله عليه وسلم - مما نحن ذاكروها فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله على الذم لمن كان كذلك وعلى المعنى له منه .
ووجدنا من قرأ القرآن بغير تحسين منه له صوته مريدا بقراءته إياه الأحوال المحمودة مثابا على ذلك غير مذموم عليه ، فعقلنا بذلك أن يكون مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : من لم يتغن بالقرآن - هذا المعنى .
ولما انتفى ذلك المعنى عنه ، ولم يقل في تأويله غير هذين القولين ، وانتفى أحدهما - ثبت الآخر منهما وهو الاستغناء به عن سائر الأشياء سواه ، والله أعلم بمراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك القول ، وإياه نسأله التوفيق .
[ ص: 354 ]