الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4802 - (السخاء خلق الله الأعظم) (ابن النجار) عن ابن عباس - (ض) .

التالي السابق


(السخاء خلق الله الأعظم) ؛ أي: هو من أعظم صفاته العظمى والخلق بالضم: السجية، قال الماوردي : وحد السخاء - أي: في المخلوق - بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل إلى مستحقه بقدر الطاقة وتدبير ذلك مستصعب، ولعل بعض من يحب أن ينسب إلى الكرم ينكر حد السخاء ويجعل تقدير العطية فيه نوعا من البخل، وأن الجود بذل الموجود وهنا تكلف يفضي إلى الجهل بحدود الفضائل، ولو كان حد الجود بذل الموجود لما كان للسرف موضعا ولا للتبذير موقعا، وقد ورد الكتاب والسنة بذمهما، وإذا كان السخاء محدودا فمن وقف على حده يسمى كريما واستوجب المدح، ومن قصر عنه كان بخيلا واستوجب الذم، إلى هنا كلامه، وقال الراغب: السخاء هيئة في الإنسان داعية إلى بذل المقتنيات حصل معه البذل أو لا، ومقابله الشح، والجود بذل المقتنى، ويقابله البخل هذا هو الأصل، وقد يستعمل كل منهما محل الآخر، وقد عظم الله الشح وحذر منه في آيات كثيرة، وقال في الإحياء: الإمساك حيث يجب البذل بخل، والبذل حيث يجب الإمساك تبذير، وبينهما وسط هو المحمود، والجود والسخاء عبارة عنه ولا يكفي أن يفعل ذلك بجوارحه ما لم يكن قلبه طيبا به، وإلا فهو متسخ لا سخي، وقال بعضهم: السخاء أتم وأكمل من الجود وضده البخل، وضد السخاء الشح، والجود والبخل يتطرق إليهما الاكتساب عادة بخلاف ذينك؛ فإنهما من ضروريات الغريزة، فكل سخي جواد، ولا عكس، والجود يتطرق إليه الرياء ويمكن تطبعه بخلاف السخاء كما في العوارف، فلذا قال السخاء، ولم يقل الجود

(ابن النجار) في تاريخ بغداد (عن ابن عباس ) وضعفه المنذري، وظاهره أنه لم يخرجه أحد ممن وضع لهم الرموز مع أن أبا نعيم والديلمي خرجاه عن عمارة باللفظ المزبور بل رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب [ ص: 138 ]



الخدمات العلمية