الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4634 - (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه) (طب) عن ابن مسعود - (صح) .

التالي السابق


(سباب المسلم) بكسر السين مصدر: سب سبا وسبابا؛ شتم، وفسره الراغب بالشتم الوجيع (فسوق) ؛ أي: مسقط للعدالة والمرتبة، وفيه تعظيم حق المسلم، والحكم على من سبه بالفسق، وأن الإيمان ينقص ويزيد؛ لأن الساب إذا فسق نقص إيمانه، وخرج عن الطاعة فضره ذنبه، لا كما زعم المرجئة أنه لا يضر مع التوحيد ذنب (وقتاله) مقاتلته (كفر) لما كان القتال أشد من السباب لإفضائه إلى إزهاق الروح عبر عنه بلفظ أشق من لفظ الفسق، وهو الكفر، ولم يرد حقيقته التي هي الخروج من الملة، وأطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير معتمدا على ما تقرر من القواعد، أو أراد إن كان مستحلا، أو أن قتال المؤمن من شأن الكافر (وحرمة ماله كحرمة دمه) ؛ أي: كما حرم الله قتله حرم أخذ ماله بغير حق، كما في خبر (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) فإذا قاتله فقد كفر ذلك الحق، فإن حمل الكفر على ظاهره تعين تأويله

(طب عن ابن مسعود ) قال: انتهى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مجلس للأنصار، ورجل فيهم كان يعرف بالبذاءة فذكره [ ص: 85 ] رمز المصنف لصحته، وهو كما قال، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح اهـ



الخدمات العلمية