الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5326 - ( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر ) (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة - (صح) .

التالي السابق


(الطاعم الشاكر) من الشكر وهو تصور النعمة وإظهارها قيل هو مقلوب الكشر وهو الكشف؛ لأن الشاكر يكشف النعم (بمنزلة الصائم الصابر) ؛ لأن الطعم فعل والصوم كف عن فعل، فالطاعم بطبعه يأتي ربه بالشكر والصائم بكفه عن الطعم يأتي ربه بالصبر، قال الطيبي : وقد تقرر في علم المعاني أن التشبيه يستدعي جهة جامعة، والشكر نتيجة النعماء كما أن الصبر نتيجة البلاء فكيف شبه الشاكر بالصابر؟ وجوابه أنه ورد الإيمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر؛ فقد يتوهم أن ثواب شكر الطاعم يقصر عن ثواب صبر الصائم فأزيل توهمه به، يعني هما سيان في الثواب؛ ولأن الشاكر لما رأى النعمة من الله وحبس نفسه على محبة المنعم بالقلب وإظهارها باللسان نال درجة الصابر فالتشبيه واقع في حبس النفس بالمحبة والجهة العامة حبس النفس مطلقا، وقال الغزالي : هذا دليل على فضيلة الصبر؛ إذ ذكر ذلك في معرض المبالغة لرفع درجة الشكر فألحقه بالصبر فكان هذا منتهى درجته ولولا أنه فهم من الشرع علو درجة الصبر لما كان إلحاق الشكر به مبالغة في الشكر

(حم ت هـ ك عن أبي هريرة ) قال الحاكم : صحيح وأقره الذهبي، وقال العراقي : علقه البخاري وأسنده الترمذي وغيره [ ص: 286 ]



الخدمات العلمية