الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4423 - ( رحم الله امرأ أصلح لسانه ) ( ابن الأنباري في الوقف، والموهبي في العلم، عد خط في الجامع) عن عمر ( ابن عساكر ) عن أنس .

التالي السابق


(رحم الله امرأ أصلح من لسانه) بأن تجنب اللحن أو بأن ألزمه الصدق وجنبه الكذب، حث على إصلاح الألسن بدعائه له بالرحمة وإصلاحه من وجهين؛ أحدهما: إصلاح نطقه بالعربية ولسان العرب أشرف الألسنة سميت عربية لإعرابها عن الأشياء وإفصاحها عن الحقائق ما لم يفصح غيرها وجميع العلوم مفتقرة إليها سيما الشرعية؛ فلا تدرك حقائق الكتاب والسنة إلا بوفور الحظ منها، وروى بعض المحدثين أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة بسكون اللام ثم قال مخاطبا بعض العلماء: لي منذ عشرين سنة ما حلقت رأسي قبلها لهذا النهي، فقال: هذا تصحيف "والحلق" محركا؛ أي: نهى أن يتحلق الناس قبل الجمعة، وقيل: إن النصارى كفرت بتصحيف كلمة، أوحى الله إلى عيسى أنا ولدتك بالتشديد، فخففوا؛ الثاني: إصلاح اللسان بالتقوى وإدامة ذكر الله، أو الخير والتنزه عن كل ما يقبح شرعا أو عادة حتى يصلح لسانه، فلا ينطق إلا بخير قال الحكماء: الخرس خير من الكذب، وصدق [ ص: 24 ] اللسان أول السعادة، وقال بعض البلغاء: لا سيف كالحق، ولا عون كالصدق، والكذب جماع كل شر

(ابن الأنباري) بفتح الهمزة وسكون النون، وفتح الموحدة (في) كتاب (الوقف) والابتداء ( والموهبي ) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء والموحدة نسبة إلى موهب، بطن من المغافر (في) كتاب (العلم عد خط في الجامع) لآداب المحدث والسامع، كلهم (عن عمر) بن الخطاب، وسببه أنه مر بقوم رموا رشفا فأخطأوا فقال: ما أسوأ رميكم! قالوا: "نحن متعلمين" قال: لحنكم أشد علي من رميكم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، فذكره، ورواه عنه أيضا البيهقي في الشعب باللفظ المزبور، وكأنه أغفله ذهولا، وأورده في الميزان في ترجمة عيسى بن إبراهيم وقال: هذا ليس بصحيح ( ابن عساكر ) في التاريخ (عن أنس ) ورواه عنه أيضا أبو نعيم والديلمي، وأورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: حديث لا يصح.



الخدمات العلمية