الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5658 - ( العالم سلطان الله في الأرض فمن وقع فيه؛ فقد هلك ) (فر) عن أبي ذر- (ض) .

التالي السابق


(العالم سلطان الله في الأرض) بين خلقه (فمن وقع فيه) ؛ أي: ذمه وعابه وسبه واغتابه (؛ فقد هلك) ؛ أي: فعل فعلا يؤدي إلى الهلاك الأخروي؛ لأن الدنيا مزرعة الآخرة ولا يتم أمر الدنيا إلا بالملك ولا يتم الملك إلا بالعلم؛ لأنه مرشد السلطان إلى طريق سياسة الخلق وحراستهم فالعلم أصل والسلطان حارس وما لا أصل له فمهدوم وما لا حارس له فضائع فإضراره إضرار بالدنيا والدين فلذلك كانت أمه من الهالكين ومن ثم كان غيبة العلماء كبيرة، وقال الحرالي : إنما كان سلطانا بل أعظم؛ لأن الملوك وإن تشرفوا بملك الدنيا فليس لهم من عزة الدين شيء، والعلماء أعزهم [ ص: 372 ] الله بالدين تخدمهم الأحرار ويتوطأ لهم الأخيار ولا يجدون وحشة ولا يحضرون في محل الأشرار ولا تسقط لهم حرمة حيثما كانوا، والسلطان لا يخدمه إلا من استرقه قهرا ولا يملك حجاب قلوبهم، محصور في أقطار مملكته لا يخرج عنها حتى يمتنع الملوك من الحج خوف نيل الذل في غير موطن الملك، والعالم ممكن في الأرض كلها، قد خرج من سجن الملك إلى سعة العز بعزة الله

(فر عن أبي ذر) لكنه أعني الديلمي لم يذكر له سندا في مسند الفردوس بل بيض له لعدم وقوفه عليه فإطلاق المصنف العزو إليه غير صواب



الخدمات العلمية