الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4968 - (الشيب نور، من خلع الشيب فقد خلع نور الإسلام، فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأدواء الثلاث: الجنون والجذام والبرص) (ابن عساكر) عن أنس - (ض) .

التالي السابق


(الشيب نور، من خلع الشيب) يعني أزاله بنحو نتف (فقد خلع نور الإسلام) عنه فنتف الشيب مكروه مذموم شرعا، قال القرطبي: يقال إن ملكا من اليونان استعمل على ملبسه أمة أدبها بعض الحكماء، فأرته يوما المرآة فرأى في وجهه شعرة بيضاء فقصها فأخذتها الأمة وقبلتها ووضعتها بكفها وأصغت إليها فقال الملك:؛ أي شيء تصغين، قالت: سمعت هذه المبتلاة بفقد قرب الملك تقول قولا عجبا قال: ما هو، قالت: لا يتجرأ لساني على النطق به، قال: قولي آمنة ما لزمت الحكمة، قالت: تقول أيها الملك المسلط على أمد قريب إني خفت بطشك بي فلم أظهر حتى عهدت إلى بناتي أن يأخذن بثأري، وكأنك بهن وقد خرجن عليك فإما أن يجعلن الفتك بك وإما أن ينقصن شهوتك وقوتك وصحتك حتى تعد الموت غنما فقال: اكتبي كلامك فكتبته فتدبره ثم نبذ ملكه، في حديث هذا المقصود منه وفي معناه قيل: [ ص: 185 ]


وزائرة للشيب لاحت بمفرقي. . . فبادرتها خوفا من الحتف بالنتف

فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي.
. . رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي



(فإذا بلغ الرجل أربعين سنة) من عمره (وقاه الله الأدواء) وفي رواية أمنه من البلايا (الثلاث) المهولة المخوفة المعدية عند العرب (الجنون والجذام والبرص) وخصها؛ لأنها أخبث الأمراض وأبشعها وأقبحها وزاد أبو يعلى في رواية "فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا كتب له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير، فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه اهـ

(ابن عساكر) في تاريخه في ترجمة الوليد بن موسى القرشي من حديثه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن (عن أنس) بن مالك ، ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه، والأمر بخلافه؛ فإنه أورده في ترجمة الوليد كما تقرر، وقال: قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي أباطيل لا أصل لها، وقال ابن حبان : هذا لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - اهـ. وأقره عليه الذهبي ، وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح



الخدمات العلمية