الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4831 - (السنور من أهل البيت، وإنه من الطوافين أو الطوافات عليكم) (حم) عن أبي قتادة - (صح) .

التالي السابق


(السنور من أهل البيت) فما ولغ فيه لا ينجس بولوغه (وإنه من الطوافين أو الطوافات عليكم) يعني كالخدم الذين لا يمكن التحفظ منهم غالبا، بل يطوفون ولا يستأذنون ولا يحجبون، فكما سقط في حقهم ذلك لضرورة مداخلتهم عفي عن الهر لذلك، والقول بأنه تشبيه بمن يطوف للحاجة والمسألة، فالأجر في مواساتها كالأجر في مواساة من يطوف للحاجة [ ص: 147 ] زيفوه، وجمعها بالواو والنون مع أنها لا تعقل، لتنزيلها منزلة من يعقل، أو فيه إضمار تقديره: إنها من مثل الطوافين، وقوله: "أو الطوافات" رواه أحمد بألف وبدونها، ونقل النووي الواو عن رواية للترمذي وابن ماجه، وأو عن الموطأ ومسند الدارمي، قال الولي العراقي: وإسقاط الألف أكثر، وبتقدير ثبوتها هو شك من الراوي أو للتقسيم، قال النووي : والثاني أظهر؛ لأنه بمعنى روايات الواو، وفيه طهارة سؤر الهر، وبه قال عامة العلماء إلا أن أبا حنيفة كره الوضوء بفضل سؤره، وقال الكمال: هذا الحديث مختلف فيه وعلى كل حال، فليس للمطلوب النزاعي حاجة إلى هذا الحديث؛ لأن النزاع ليس في النجاسة للاتفاق على سقوطها بقلة الطرق المنصوصة في قوله: إنها من الطوافين إلخ، يعني أنها تدخل المضايق، ولازمه شدة المخالطة بحيث يتعذر صون الأواني منها بل الضرورة اللازمة من ذلك أسقطت النجاسة كما أنه أوجب الاستئذان وأسقطه عن المملوكين والذين لم يبلغوا الحلم، أو عن أهلهم في تمكينهم من الدخول في غير الأوقات الثلاثة بغير إذن للطواف المفاد بقوله تعالى عقبه طوافون عليكم إنما الكلام بعد هذا في ثبوت الكراهة؛ أي: كراهة ما ولغ فيه اهـ، واستدل به بعض المالكية على طهارة الكلب لوجود العلة وهي الطواف سيما عند العرب، قال ابن دقيق العيد: وهو استدلال جيد، وطريق من يريد الجواب أن يبين أن نجاسة الكلب أو سؤره بالنص، والحكم المستند إلى النص أقوى من القياس

(حم عن أبي قتادة) قال: كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يأتي دار قوم من الأنصار ودونهم دار فشق عليهم، فقالوا: تأتي دار فلان ولا تأتي دارنا؟ قال: إن في داركم كلبا، قالوا: فإن في دارهم سنورا، فذكره، وقد جوده مالك، وحسنه الدارقطني ، وصححه الحاكم



الخدمات العلمية