الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5675 - (العجب أن ناسا من أمتي يؤمون البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم؛ فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم) (م) عن عائشة - (صح) .

التالي السابق


(العجب أن ناسا من أمتي يؤمون البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم؛ فيهم المستبصر) هو المستبين لذلك القاصد له عمدا، وهو بسين مهملة ومثناة فوقية وباء موحدة وصاد مهملة بعدها راء (والمجبور) المكره، يقال أجبرته فهو مجبر، هذه اللغة المشهورة وجبرته فهو مجبور، وعليها ورد هذا الخبر (وابن السبيل) ؛ أي: سالك الطريق معهم وليس منهم (يهلكون مهلكا واحدا) ؛ أي: يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم (ويصدرون) يوم القيامة (مصادر شتى) ؛ أي: يبعثهم الله مختلفين (على) حسب (نياتهم) فيجازون بمقتضاها، والحاصل أن الهلاك يعم الطائع مع العاصي، والطائع عند البعث يجازى بعمله وكذا العاصي إن لم يدركه العفو، وفيه حث على التباعد من أهل الظلم، والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا ينالهم ما يعاقبون به، وأن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في الدنيا

(م عن عائشة ) قالت: عبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه؛ أي: اضطرب بدنه فقلنا: صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله فذكره [ ص: 376 ]



الخدمات العلمية