الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
5467 - ( علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء؛ منها ذات الجنب ويسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب) (حم ق د هـ) عن أم قيس بنت محصن

التالي السابق


(علام تدغرن) بدال مهملة وغين معجمة على الرواية الصحيحة قال القرطبي : ولا يجوز غيره، والخطاب للنسوة؛ أي: لم تغمزن حلوق (أولادكن) قاله لأم قيس وقد دخلت عليه بولدها وقد أعلقت عنه؛ أي: عالجت رفع لهاته بأصبعها، والدغرة معالجة حلق الولد بالأصابع ليرتفع ذلك الموضع، فالاستفهام في معنى الإنكار له ولنفعه (بهذا العلاق) قال القرطبي : الرواية وهي الداهية هذه رواية الشيخين وفي رواية لمسلم الإعلاق، قال القرطبي : وهو الصواب قياسا؛ لأنه مصدر علقت وهو المعروف لغة، وقال النووي : هو الأشهر عند أهل اللغة بل زعموا أنه الصواب وأن العلاق لا يجوز قالوا: والإعلاق مصدر أعلقت عنه ومعناه أزلت عنه العلوق وهي الداهية والآفة وفي الكلام معنى الإنكار؛ أي: على أي شيء تعالجن هذا الداء بهذه الداهية والمداواة الشنيعة فلا تفعلن بهم ذلك ولكن (عليكن بهذا العود الهندي) قال في صحيح مسلم يعني به الكست؛ أي: الزموا معالجتهم بالقسط بأن يدق ناعما ويذاب ويسقط به فإنه يصل إلى العذرة فيقبضها لكونه حارا يابسا، قال القرطبي : وظاهره أنه يستعمل مفردا لا يضاف له غيره (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء كدواء وأدوية (من سبعة أدواء منها ذات الجنب) قال الترمذي : يعني السل، واعترض، وقال القرطبي : وجع فيه يسمى الشوصة، قال الطيبي: خصه بالذكر؛ لأنه أصعب الأدواء، وقلما يسلم منه من ابتلي به، وقوله (ويسعط به) ابتداء كلام مبين لكيفية التداوي في الداءين المذكورين (من العذرة) بضم المهملة وسكون المعجمة وجع أو عقدة في الحلق تعتري الصبيان غالبا أو قرحة في [ ص: 325 ] الأذن أو الحلق أو في الحذر بين الأذن والحلق سميت به؛ لأنها تعرض غالبا عند طلوع العذرة وهي خمسة كواكب تحت الشعرى، والسعوط الدواء في الأنف للتداوي، قال ابن العربي : وصفته هنا أن يؤخذ سبع حبات منه تدق ثم تخلط بزيت ثم يقطر في منخره (ويلد به من ذات الجنب) بأن يصب الدواء في إحدى شقي الفم واقتصر من السبعة على اثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما، أو الراوي اختصر وللقسط منافع تزيد على السبعة بكثير، والسبعة علمت بالوحي وما زاد عليها بالتجربة فاقتصر على ما هو بالوحيش لتحققه أو ذكر المحتاج إليه دون غيره، أو لأن السبعة أصول صفة التداوي وتحت كل واحد منها منافع مختلفة أو لأن السبعة تطلق ويراد بها الكثرة كثيرا وأرشد إلى معالجة العذرة بالقسط مع كونه حارا وهي إنما تعرض زمن الحر بالصبيان وأمزجتهم حارة وقطر الحجاز حار؛ لأن الدواء الحار ينفع في المرض الحار بالعرض كثيرا وبالذات أيضا [تنبيه] قال النووي : اعترض بعض من في قلبه مرض فقال أجمع الأطباء على أن مداواة ذات الجنب بالقسط خطر جدا لفرط حرارته، قال الماوردي : وقد كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه؛ فقد ذكر جالينوس أن القسط ينفع من وجع الصدر وذكر بعض قدماء الأطباء أنه يستعمل لجذب الخلط من باطن البدن إلى ظاهره وهذا يبطل ما زعمه المعترض الملحد قال القرطبي : وليسأل من أهل الخبرة المسلمين هل يستعمل مفردا أو مع غيره فيفعل

(حم ق د هـ عن أم قيس) بنت محصن أخت عكاشة بن محصن أحد بني أسد بن خزيمة، قالت: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابن لي لم يأكل الطعام فبال عليه فدعى بماء فرشه، قالت: ودخلت عليه بابن لي قد أعلقت عليه من العذرة فذكره



الخدمات العلمية