الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (23) قوله : وذلكم ظنكم : فيه أوجه ، أحدها : أن " ظنكم " خبره ، و " الذي ظننتم " نعته ، و " أرداكم " حال و " قد " معه مقدرة على رأي الجمهور خلافا للأخفش . ومنع مكي الحالية للخلو من " قد " ممنوع لما ذكرته . الثاني : أن يكون " ظنكم " بدلا والموصول خبره . و " أرداكم " حال أيضا . الثالث : أن يكون الموصول خبرا ثانيا . الرابع : أن يكون " ظنكم " بدلا أو بيانا ، والموصول هو الخبر ، و " أرداكم " خبر ثان . الخامس : أن يكون " ظنكم " والموصول والجملة من " أرداكم " أخبارا . إلا أن الشيخ رد على الزمخشري قوله : " وظنكم وأرداكم خبران " . قال : " لأن قوله : " وذلكم " إشارة إلى ظنهم السابق فيصير التقدير : وظنكم بربكم أنه لا يعلم ظنكم بربكم ، فاستفيد من الخبر ما استفيد من المبتدأ وهو لا يجوز ، وهذا نظير [ ص: 522 ] ما منعه النحاة من قولك : " سيد الجارية مالكها " . وقد منع ابن عطية كون " أرداكم " حالا لعدم وجود " قد " وقد تقدم الخلاف في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية