الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (24) قوله : رهوا : يجوز أن يكون مفعولا ثانيا على أن " ترك " بمعنى صير ، وأن يكون حالا على أنها ليست بمعناها . والرهو قيل : [ ص: 622 ] السكون ، فالمعنى : اتركه ساكنا . يقال : رها يرهو رهوا . ومنه جاءت الخيل رهوا . قال النابغة :


                                                                                                                                                                                                                                      4014 - والخيل تمزع رهوا في أعنتها كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد



                                                                                                                                                                                                                                      ورها يرهو في سيره . أي : ترفق . قال القطامي :


                                                                                                                                                                                                                                      4015 - يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة     ولا الصدور على الأعجاز تتكل



                                                                                                                                                                                                                                      عن أبي عبيدة : رهوا : أي اتركه منفتحا فرجا على ما تركته .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي التفسير : أنه لما انفلق البحر لموسى وطلع منه خاف أن يتبعه فرعون فأراد أن يضربه ليعود حتى لا يلحقوه . فأمر أن يتركه فرجا . وأصله من قولهم : رها الرجل يرهو رهوا فتح ما بين رجليه ، والرهو والرهوة : المكان المرتفع والمنخفض يجتمع فيه فهو من الأضداد . والرهوة المرأة الواسعة الهن . والرهو : طائر يقال هو الكركي . وقد تقدم الكلام في الشعراء على نظير كم تركوا من جنات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 623 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية