الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (4) قوله : في بضع : متعلق بما قبله . وتقدم تفسير البضع واشتقاقه في يوسف . وقال الفراء : " الأصل في " غلبهم " : غلبتهم بتاء التأنيث فحذفت للإضافة كـ " وإقام الصلاة " . وغلطه النحاس : بأن إقام الصلاة قد يقال فيه ذلك لاعتلالها ، وأما هنا فلا ضرورة تدعو إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 31 ] وقرأ ابن السميفع وأبو حيوة " غلبهم " بسكون اللام ، فتحتمل أن تكون تخفيفا شاذا ، وأن تكون لغة في المفتوح كالظعن والظعن .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : من قبل ومن بعد العامة على بنائهما ضما لقطعهما عن الإضافة . وأراد بها أي : من قبل الغلب ومن بعده . أو من قبل كل أمر ومن بعده . وحكى الفراء كسرهما من غير تنوين . وغلطه النحاس ، وقال : " إنما يجوز من قبل ومن بعد يعني مكسورا منونا " . قلت : وقد قرئ بذلك . ووجهه أنه لم ينو إضافتهما فأعربهما كقوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3642 - فساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء القراح



                                                                                                                                                                                                                                      [وقوله : ]


                                                                                                                                                                                                                                      3643 - ونحن قتلنا الأسد أسد خفية     فما شربوا بعدا على لذة خمرا



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 32 ] وحكي " من قبل " بالتنوين والجر ، " ومن بعد " " بالبناء على الضم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد خرج بعضهم ما حكاه الفراء على أنه قدر أن المضاف إليه موجود فترك الأول بحاله . وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                      3644 - ... ... ... ...     بين ذراعي وجبهة الأسد



                                                                                                                                                                                                                                      والفرق لائح ; فإن في اللفظ مثل المحذوف ، على خلاف في تقدير البيت أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " ويومئذ " أي : إذ يغلب الروم فارس . والناصب لـ " يوم " " يفرح " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية