الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (12) قوله : وأمرت لأن أكون : في هذه اللام وجهان ، أحدهما : أنها للتعليل تقديره : وأمرت بما أمرت به لأن أكون . قال الزمخشري : " فإن قلت : كيف عطف " أمرت " على " أمرت " وهما واحد ؟ قلت : ليسا بواحد لاختلاف جهتيهما : وذلك أن الأمر بالإخلاص وتكليفه شيء ، والأمر به ليحرز به قصب السبق في الدين شيء آخر . وإذا اختلف وجها الشيء وصفتاه ينزل بذلك منزلة شيئين مختلفين " . والثاني أن تكون اللام مزيدة في " أن " . قال الزمخشري : " ولك أن تجعل اللام مزيدة ، مثلها في قولك : " أردت لأن أفعل " ولا تزاد إلا مع " أن " خاصة دون الاسم الصريح ، كأنها زيدت عوضا من ترك الأصل إلى ما يقوم مقامه ، كما عوض السين في " اسطاع " عوضا من ترك الأصل الذي هو أطوع . والدليل على هذا الوجه مجيئه بغير لام في قوله : " وأمرت أن أكون من المسلمين " ، وأمرت أن أكون من المؤمنين ، أمرت أن أكون أول من أسلم انتهى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 418 ] قوله : " ولا تزاد إلا مع أن " فيه نظر ، من حيث إنها تزاد باطراد إذا كان المعمول متقدما ، أو كان العامل فرعا . وبغير اطراد في غير الموضعين ، ولم يذكر أحد من النحويين هذا التفصيل . وقوله : " كما عوض السين في اسطاع " هذا على أحد القولين . والقول الآخر أنه استطاع فحذفت تاء الاستفعال . وقوله : " والدليل عليه مجيئه بغير لام " قد يقال : إن أصله باللام ، وإنما حذفت لأن حرف الجر يطرد حذفه مع " أن " و " أن " ، ويكون المأمور به محذوفا تقديره : وأمرت أن أعبد لأن أكون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية