الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (5) قوله : أليم : قرأ ابن كثير وحفص هنا ، وفي الجاثية ، " أليم " بالرفع . والباقون بالخفض . فالرفع على أنه نعت لـ " عذاب " [ ص: 152 ] والخفض على أنه نعت لـ " رجز " إلا أن مكيا ضعف قراءة الرفع واستبعدها قال : " لأن الرجز هو العذاب فيصير التقدير : عذاب أليم من عذاب ، وهذا معنى غير متمكن " . قال : " والاختيار خفض " أليم " لأنه أصح في التقدير والمعنى ; إذ تقديره : لهم عذاب من عذاب أليم ، أي : هذا الصنف من أصناف العذاب لأن العذاب بعضه آلم من بعض " . قلت : وقد أجيب عما قاله مكي : بأن الرجز مطلق العذاب ، فكأنه قيل لهم : هذا الصنف من العذاب من جنس العذاب . وكأن أبا البقاء لحظ هذا حيث قال : " وبالرفع صفة لـ عذاب ، والرجز مطلق العذاب " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " والذين سعوا " يجوز فيه وجهان ، أظهرهما : أنها مبتدأ و " أولئك " وما بعده خبره . والثاني : أنه عطف على الذين قبله أي : ويجزي الذين سعوا ، ويكون " أولئك " الذي بعده مستأنفا ، و " أولئك " الذي قبله وما في حيزه معترضا بين المتعاطفين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية