الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (16) قوله : آنفا : فيه وجهان ، أحدهما : أنه منصوب على الحال ، فقدره أبو البقاء : " ماذا قال مؤتنفا " . وقدره غيره : مبتدئا أي : ما القول الذي ائتنفه الآن قبل انفصاله عنه . والثاني : أنه منصوب على الظرف أي : ماذا قال الساعة ، قاله الزمخشري . وأنكره الشيخ قال : " لأنا لم نعلم أحدا عده من الظروف " . واختلفت عبارتهم في معناه : فظاهر عبارة الزمخشري أنه ظرف حالي كـ الآن ، ولذلك فسره بالساعة . وقال ابن عطية : " والمفسرون يقولون : آنفا معناه الساعة الماضية القريبة منا وهذا تفسير بالمعنى " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ البزي بخلاف عنه " أنفا " بالقصر . والباقون بالمد ، وهما لغتان [ ص: 696 ] بمعنى واحد ، وهما اسما فاعل كـ حاذر وحذر ، وآسن وأسن ، إلا أنه لم يستعمل لهما فعل مجرد ، بل المستعمل ائتنف يأتنف ، واستأنف يستأنف . والائتناف والاستئناف : الابتداء . قال الزجاج : " هو من استأنفت الشيء إذا ابتدأته أي : ماذا قال في أول وقت يقرب منا " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية