الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (48) و : قاصرات الطرف : يجوز أن يكون من باب الصفة المشبهة أي : قاصرات أطرافهن كمنطلق اللسان ، وأن يكون من باب اسم الفاعل على أصله . فعلى الأول المضاف إليه مرفوع المحل ، وعلى [ ص: 307 ] الثاني منصوبه أي : قصرت أطرافهن على أزواجهن وهو مدح عظيم . قال امرؤ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      3800 - من القاصرات الطرف لو دب محول من الذر فوق الإتب منها لأثرا



                                                                                                                                                                                                                                      والعين : جمع عيناء وهي الواسعة العين . والذكر أعين ، والبيض جمع بيضة وهو معروف . والمراد به هنا بيض النعام . والمكنون المصون من كننته أي : جعلته في كن . والعرب تشبه المرأة بها في لونها ، وهو بياض مشرب بعض صفرة . والعرب تحبه . قال امرؤ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      3801 - وبيضة خدر لا يرام خباؤها     تمتعت من لهو بها غير معجل




                                                                                                                                                                                                                                      كبكر مقاناة البياض بصفرة     غذاها نمير الماء غير المحلل



                                                                                                                                                                                                                                      وقال ذو الرمة :


                                                                                                                                                                                                                                      3802 - بيضاء في برح صفراء في غنج     كأنها فضة قد مسها ذهب



                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعضهم : إنما شبهت المرأة بها في أجزائها ، فإن البيضة من أي جهة أتيتها كانت في رأي العين مشبهة للأخرى وهو في غاية المدح . وقد [ ص: 308 ] لحظ هذا بعض الشعراء حيث قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3803 - تناسبت الأعضاء فيها فلا ترى     بهن اختلافا بل أتين على قدر



                                                                                                                                                                                                                                      ويجمع البيض على بيوض قال :


                                                                                                                                                                                                                                      3804 - بتيهاء قفر والمطي كأنها     قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية