الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (17) قوله : أف : قد تقدم الكلام على " أف " مستوفى و " لكما " بيان أي : التأفيف لكما نحو : هيت .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " أتعدانني " العامة على نونين مكسورتين : الأولى للرفع والثانية للوقاية ، وهشام بالإدغام ، ونافع في رواية بنون واحدة . وهذه مشبهة بقوله : تأمروني أعبد . وقرأ الحسن وشيبة وأبو جعفر وعبد الوارث عن أبي عمرو بفتح النون الأولى ، كأنهم فروا من توالي مثلين مكسورين بعدهما ياء . وقال أبو البقاء : " وهي لغة شاذة في فتح نون الاثنين " قلت : إن عنى نون الاثنين في الأسماء نحو قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      4041 - على أحوذيين استقلت ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 671 ] فليس هذا منه . وإن عنى في الفعل فلم يثبت ذلك لغة ، وإنما الفتح هنا لما ذكرت .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " أن أخرج " هو الموعود به ، فيجوز أن تقدر الباء قبل " أن " وأن لا تقدرها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " وقد خلت " جملة حالية . وكذلك وهما يستغيثان الله أي : يسألان الله . واستغاث يتعدى بنفسه تارة وبالباء أخرى ، وإن كان ابن مالك زعم أنه متعد بنفسه فقط ، وعاب قول النحاة " مستغاث به " قلت : لكنه لم يرد في القرآن إلا متعديا بنفسه : إذ تستغيثون ربكم ، فاستغاثه الذي ، وإن يستغيثوا يغاثوا قوله : " ويلك " منصوب على المصدر بفعل ملاق له في المعنى دون الاشتقاق . ومثله : ويحه وويسه وويبه ، وإما على المفعول به بتقدير : ألزمك الله ويلك . وعلى كلا التقديرين الجملة معمولة لقول مقدر أي : يقولان ويلك آمن . والقول في محل نصب على الحال أي : يستغيثان الله قائلين ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : إن وعد الله حق العامة على كسر " إن " استئنافا أو تعليلا . وقرأ عمرو بن فائد والأعرج بفتحها على أنها معمولة لـ آمن على حذف الباء أي : آمن بأن وعد الله حق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 672 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية