الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (29) قوله : وما بث : يجوز أن تكون مجرورة المحل عطفا على " السماوات " أو مرفوعته عطفا على " خلق " على حذف مضاف أي : وخلق ما بث ، قاله الشيخ . وفيه نظر ; لأنه يؤول إلى جره بالإضافة لـ خلق المقدر ، فلا يعدل عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " فيهما " أي : السماوات والأرض . والسماء لا ذوات فيها فقيل : هو مثل قوله : نسيا حوتهما ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان . وقيل : بل خلق في السماء من يدب . وقيل : من الملائكة من يمشي مع طيرانه . وقال الفارسي : " هو على حذف مضاف أي : وما بث في أحدهما " وهذا إلغاز في الكلام .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " إذا يشاء " " إذا " منصوبة بـ " جمعهم " لا بـ " قدير " . قال أبو [ ص: 554 ] البقاء : " لأن ذلك يؤدي إلى أن يصير المعنى : وهو على جمعهم قدير إذا يشاء ، فتتعلق القدرة بالمشيئة وهو محال " . قلت : ولا أدري ما وجه كونه محالا على مذهب أهل السنة ؟ فإن كان يقول بقول المعتزلة : وهو أن القدرة تتعلق بما لم يشأ الله يمشي كلامه ، ولكنه مذهب رديء لا يجوز اعتقاده ، ونقول : يجوز تعلق الظرف به أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية